Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 55-55)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما ذكر أنهن لا يسألن متاعاً إلاّ من وراء حجاب ، وكان اللفظ عاماً [ لكل أحد ] ، احتيج أن يستثنى منه هؤلاء المذكورون من المحارم ، وأنه { لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ } في عدم الاحتجاب عنهم . ولم يذكر فيها الأعمام والأخوال ، لأنهن إذا لم يحتجبن عمّن هن عماته ولا خالاته ، من أبناء الإخوة والأخوات ، مع رفعتهن عليهم ، فعدم احتجابهن عن عمهن وخالهن ، من باب أولى ، ولأن منطوق الآية الأخرى ، المصرحة بذكر العم والخال مقدمة ، على ما يفهم من هذه الآية . وقوله { وَلاَ نِسَآئِهِنَّ } أي : لا جناح عليهن ألا يحتجبن عن نسائهن ، أي : اللاتي من جنسهن في الدين ، فيكون ذلك مخرجاً لنساء الكفار ، ويحتمل أن المراد جنس النساء ، فإن المرأة لا تحتجب عن المرأة . { وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } ما دام العبد في ملكها جميعه . ولما رفع الجناح عن هؤلاء ، شرط فيه وفي غيره لزوم تقوى اللّه ، وأن لا يكون في محذور شرعي ، فقال : { وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ } أي : استعملن تقواه في جميع الأحوال { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً } يشهد أعمال العباد ، ظاهرها وباطنها ، ويسمع أقوالهم ، ويرى حركاتهم ، ثم يجازيهم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه .