Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 70-71)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يأمر تعالى المؤمنين بتقواه ، في جميع أحوالهم ، في السر والعلانية ، ويخص منها ، ويندب للقول السديد ، وهو القول الموافق للصواب ، أو المقارب له عند تعذر اليقين ، من قراءة ، وذكر ، وأمر بمعروف ، ونهي عن منكر ، وتعلم علم وتعليمه ، والحرص على إصابة الصواب ، في المسائل العلمية ، وسلوك كل طريق يوصل لذلك ، وكل وسيلة تعين عليه . ومن القول السديد ، لين الكلام ولطفه في مخاطبة الأنام ، والقول المتضمن للنصح والإشارة ، بما هو الأصلح . ثم ذكر ما يترتب على تقواه ، وقول القول السديد فقال : { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي : يكون ذلك سبباً لصلاحها وطريقاً لقبولها ، لأن استعمال التقوى ، تتقبل به الأعمال كما قال تعالى : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } [ المائدة : 27 ] . ويوفق فيه الإنسان للعمل الصالح ، ويصلح اللّه الأعمال [ أيضاً ] بحفظها عمّا يفسدها ، وحفظ ثوابها ومضاعفته ، كما أن الإخلال بالتقوى والقول السديد ، سبب لفساد الأعمال وعدم قبولها ، وعدم تَرَتُّبِ آثارها عليها . { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } أيضاً { ذُنُوبَكُمْ } التي هي السبب في هلاككم ، فالتقوى تستقيم بها الأمور ، ويندفع بها كل محذور ولهذا قال : { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } .