Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 72-73)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعظم تعالى شأن الأمانة التي ائتمن اللّه عليها المكلفين ، التي هي امتثال الأوامر ، واجتناب المحارم ، في حال السر والخفية ، كحال العلانية ، وأنه تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة ، السماوات والأرض والجبال ، عرض تخيير لا تحتيم ، وأنك إن قُمْتِ بها وأدَّيتِهَا على وجهها فلك الثواب ، وإن لم تقومي بها [ ولم تؤديها ] فعليك العقاب . { فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا } أي : خوفاً أن لا يقمن بما حُمِّلْنَ ، لا عصياناً لربهن ، ولا زهداً في ثوابه ، وعرضها اللّه على الإنسان على ذلك الشرط المذكور ، فقبلها ، وحملها مع ظلمه وجهله ، وحمل هذا الحمل الثقيل . فانقسم الناس - بحسب قيامهم بها وعدمه - إلى ثلاثة أقسام : منافقون أظهروا أنهم قاموا بها ظاهراً لا باطناً ، ومشركون تركوها ظاهراً وباطناً ، ومؤمنون قائمون بها ظاهراً وباطناً . فذكر اللّه تعالى أعمال هؤلاء الأقسام الثلاثة ، وما لهم من الثواب والعقاب ، فقال : { لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } . فله الحمد تعالى ، حيث ختم هذه الآية بهذين الاسمين الكريمين ، الدالين على تمام مغفرة اللّه ، وسعة رحمته ، وعموم جوده ، مع أن المحكوم عليهم ، كثير منهم لم يستحق المغفرة والرحمة ، لنفاقه وشركه .