Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 9-11)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يذكر تعالى عباده المؤمنين نعمته عليهم ، ويحثهم على شكرها ، حين جاءتهم جنود أهل مكة والحجاز ، من فوقهم ، وأهل نجد من أسفل منهم ، وتعاقدوا وتعاهدوا على استئصال الرسول والصحابة ، وذلك في وقعة الخندق . ومالأتهم [ طوائف ] اليهود الذين حوالي المدينة ، فجاءوا بجنود عظيمة وأمم كثيرة . وخندق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على المدينة ، فحصروا المدينة ، واشتد الأمر ، وبلغت القلوب الحناجر ، حتى بلغ الظن من كثير من الناس كل مبلغ ، لما رأوا من الأسباب المستحكمة ، والشدائد الشديدة ، فلم يزل الحصار على المدينة مدة طويلة ، والأمر كما وصف اللّه : { وَإِذْ زَاغَتِ ٱلأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } أي : الظنون السيئة ، أن اللّه لا ينصر دينه ولا يتم كلمته . { هُنَالِكَ ٱبْتُلِيَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } بهذه الفتنة العظيمة { وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً } بالخوف والقلق والجوع ، ليتبين إيمانهم ، ويزيد إيقانهم ، فظهر - وللّه الحمد - من إيمانهم وشدة يقينهم ، ما فاقوا فيه الأولين والآخرين . وعندما اشتد الكرب ، وتفاقمت الشدائد ، صار إيمانهم عين اليقين ، { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } [ الأحزاب : 22 ] . وهنالك تبين نفاق المنافقين ، وظهر ما كانوا يضمرون ، قال تعالى : { وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا … } .