Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 51-54)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
النفخة الأولى ، هي نفخة الفزع والموت ، وهذه نفخة البعث والنشور ، فإذا نفخ في الصور ، خرجوا من الأجداث والقبور ، ينسلون إلى ربهم ، أي : يسرعون للحضور بين يديه ، لا يتمكنون من التأنِّي والتأخر ، وفي تلك الحال ، يحزن المكذبون ، ويظهرون الحسرة والندم ، ويقولون : { يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } أي : من رقدتنا في القبور ، لأنه ورد في بعض الأحاديث ، أن لأهل القبور رقدة قبيل النفخ في الصور ، فيجابون ، فيقال [ لهم : ] { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } أي : هذا الذي وعدكم اللّه به ، ووعدتكم به الرسل ، فظهر صدقهم رَأْيَ عين . ولا تحسب أن ذكر الرحمن في هذا الموضع ، لمجرد الخبر عن وعده ، وإنما ذلك للإخبار بأنه في ذلك اليوم العظيم ، سيرون من رحمته ما لا يخطر على الظنون ، ولا حسب به الحاسبون ، كقوله : { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ } [ الفرقان : 26 ] { وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ } [ طه : 108 ] ونحو ذلك ، مما يذكر اسمه الرحمن في هذا . { إِن كَانَتْ } البعثة من القبور { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } ينفخ فيها إسرافيل في الصور ، فتحيا الأجساد ، { فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } الأولون والآخرون ، والإنس والجن ، ليحاسبوا على أعمالهم . { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } لا ينقص من حسناتها ، ولا يزاد في سيئاتها ، { وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من خيرٍ أو شر ، فمَنْ وجد خيراً فليحمد اللّه على ذلك ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه .