Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 11-16)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي { قُلْ } يا أيها الرسول للناس : { إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } في قوله في أول السورة : { فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } [ الزمر : 2 ] . { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } لأني الداعي الهادي للخلق إلى ربهم ، فيقتضي أني أوّل مَنْ ائتمر بما آمر به ، وأوّل مَنْ أسلم ، وهذا الأمر لا بد من إيقاعه من محمد صلى الله عليه وسلم ، وممن زعم أنه من أتباعه ، فلا بد من الإسلام في الأعمال الظاهرة ، والإخلاص للّه في الأعمال الظاهرة والباطنة . { قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي } في ما أمرني به من الإخلاص والإسلام . { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } يخلد فيه مَنْ أشرك ، ويعاقب فيه مَنْ عصى . { قُلِ ٱللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي * فَٱعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ } كما قال تعالى : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } [ الكافرون : 1 - 6 ] . { قُلْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ } حقيقة هم { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } حيث حرموها الثواب ، واستحقت بسببهم وخيم العقاب { وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي فرّق بينهم وبينهم ، واشتد عليهم الحزن ، وعظم الخسران . { أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } الذي ليس مثله خسران ، وهو خسران مستمر ، لا ربح بعده ، بل ولا سلامة . ثم ذكر شدة ما يحصل لهم من الشقاء فقال : { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ } أي : قطع عذاب كالسحاب العظيم { وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } . { ذَلِكَ } الوصف الذي وصفنا به عذاب أهل النار ، سوط يسوق الله به عباده إلى رحمته ، { يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ } أي جعل ما أعده لأهل الشقاء من العذاب داع يدعو عباده إلى التقوى ، وزاجر عما يوجب العذاب فسبحان مَنْ رحم عباده في كل شيء ، وسهل لهم الطرق الموصلة إليه ، وحثهم على سلوكها ، ورغبّهم بكل مرغب تشتاق له النفوس وتطمئن له القلوب ، وحذّرهم من العمل لغيره غاية التحذير ، وذكر لهم الأسباب الزاجرة عن تركه .