Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 129-129)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى : أن الأزواج لا يستطيعون وليس في قدرهم العدل التام بين النساء ، وذلك لأن العدل يستلزم وجود المحبة على السواء ، والداعي على السواء ، والميل في القلب إليهن على السواء ، ثم العمل بمقتضى ذلك . وهذا متعذر غير ممكن ، فلذلك عفا الله عمّا لا يستطاع ، ونهى عما هو ممكن بقوله : { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ } أي : لا تميلوا ميلاً كثيراً بحيث لا تؤدون حقوقهن الواجبة ، بل افعلوا ما هو باستطاعتكم من العدل . فالنفقة والكسوة والقسم ونحوها ، عليكم أن تعدلوا بينهن فيها ، بخلاف الحب ، والوطء ونحو ذلك ، فإن الزوجة إذا ترك زوجها ما يجب لها ، صارت كالمعلقة التي لا زوج لها فتستريح وتستعد للتزوج ، ولا ذات زوج يقوم بحقوقها . { وَإِن تُصْلِحُواْ } ما بينكم وبين زوجاتكم ، بإجبار أنفسكم على فعل ما لا تهواه النفس ، احتساباً وقياماً بحق الزوجة ، وتصلحوا أيضاً فيما بينكم وبين الناس ، وتصلحوا أيضاً بين الناس ، فيما تنازعوا فيه ، وهذا يستلزم الحث على كل طريق يوصل إلى الصلح مطلقاً كما تقدم . { وَتَتَّقُواْ } الله بفعل المأمور وترك المحظور ، والصبر على المقدور . { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } يغفر ما صدر منكم من الذنوب والتقصير في الحق الواجب ، ويرحمكم كما عطفتم على أزواجكم ورحمتموهن .