Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 133-134)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : هو الغني الحميد الذي له القدرة الكاملة والمشيئة النافذة فيكم ، { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ } غيركم ، هم أطوع لله منكم وخير منكم ، وفي هذا تهديد للناس على إقامتهم على كفرهم ، وإعراضهم عن ربهم ، فإن الله لا يعبأ بهم شيئاً إن لم يطيعوه ، ولكنه يمهل ويملي ولا يهمل . ثم أخبر أن مَنْ كانت همته وإرادته دنية ، غير متجاوزة ثواب الدنيا ، وليس له إرادة في الآخرة ، فإنه قد قصر سعيه ونظره ، ومع ذلك فلا يحصل له من ثواب الدنيا سوى ما كتب الله له منها ، فإنه تعالى هو المالك لكل شيء ، الذي عنده ثواب الدنيا والآخرة ، فليطلبا منه ، ويستعان به عليهما ، فإنه لا ينال ما عنده إلا بطاعته ، ولا تدرك الأمور الدينية والدنيوية إلا بالاستعانة به ، والافتقار إليه على الدوام . وله الحكمة تعالى في توفيق مَنْ يوفقه ، وخذلان مَنْ يخذله وفي عطائه ومنعه ، ولهذا قال : { وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً بَصِيرا } .