Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 167-169)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما أخبر عن رسالة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، وأخبر برسالة خاتمهم محمد ، وشهد بها وشهدت ملائكته - لزم من ذلك ، ثبوت الأمر المقرر والمشهود به ، فوجب تصديقهم ، والإيمان بهم واتباعهم . ثم توعد من كفر بهم فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي : جمعوا بين الكفر بأنفسهم ، وصدهم الناس عن سبيل الله . وهؤلاء هم أئمة الكفر ودعاة الضلال { قَدْ ضَلُّواْ ضَلَٰلاً بَعِيداً } وأي ضلال أعظم من ضلال من ضل بنفسه وأضل غيره ، فباء بالإثمين ورجع بالخسارتين ، وفاتته الهدايتان ، ولهذا قال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ } وهذا الظلم هو زيادة على كفرهم ، وإلا فالكفر عند إطلاق الظلم يدخل فيه . والمراد بالظلم هنا أعمال الكفر والاستغراق فيه ، فهؤلاء بعيدون من المغفرة والهداية للصراط المستقيم . ولهذا قال : { لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ } . وإنما تعذرت المغفرة لهم والهداية ، لأنهم استمروا في طغيانهم وازدادوا في كفرانهم فطبع على قلوبهم وانسدت عليهم طرق الهداية بما كسبوا { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } [ فصلت : 46 ] . { وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } أي : لا يبالي الله بهم ولا يعبأ ، لأنهم لا يصلحون للخير ، ولا يليق بهم إلا الحالة التي اختاروها لأنفسهم .