Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 7-7)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كان العرب في الجاهلية - من جبروتهم وقسوتهم ، لا يورثون الضعفاء ، كالنساء والصبيان ، ويجعلون الميراث للرجال الأقوياء ، لأنهم - بزعمهم - أهل الحرب والقتال ، والنهب والسلب ، فأراد الرب الرحيم الحكيم أن يشرع لعباده شرعاً ، يستوي فيه رجالهم ونساؤهم ، وأقوياؤهم وضعفاؤهم . وقدَّم بين يدي ذلك أمراً مجملاً لتتوطن على ذلك النفوس . فيأتي التفصيل بعد الإجمال ، قد تشوفت له النفوس ، وزالت الوحشة التي منشؤها العادات القبيحة ، فقال : { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ } أي : قسط وحصة { مِّمَّا تَرَكَ } أي : خلف { ٱلْوَالِدَانِ } أي : الأب والأم { وَٱلأَقْرَبُونَ } عموم بعد خصوص { وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ } . فكأنه قيل : هل ذلك النصيب راجع إلى العُرف والعادة ، وأن يرضخوا لهم ما يشاؤون ؟ أو شيئاً مقدراً ؟ فقال تعالى : { نَصِيباً مَّفْرُوضاً } : أي : قد قدره العليم الحكيم . وسيأتي - إن شاء الله - تقدير ذلك . وأيضاً فهاهنا توهم آخر ، لعل أحداً يتوهم أن النساء والولدان ليس لهم نصيب إلا من المال الكثير ، فأزال ذلك بقوله : { مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ } فتبارك الله أحسن الحاكمين .