Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 8-8)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا من أحكام الله الحسنة الجليلة الجابرة للقلوب فقال : { وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ } أي : قسمة المواريث { أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ } أي : الأقارب غير الوارثين بقرينة قوله : { ٱلْقِسْمَةَ } لأن الوارثين من المقسوم عليهم . { وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ } أي : المستحقون من الفقراء . { فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ } أي : أعطوهم ما تيسر من هذا المال الذي جاءكم بغير كد ولا تعب ، ولا عناء ولا نَصَب ، فإن نفوسهم متشوفة إليه ، وقلوبهم متطلعة ، فاجبروا خواطرهم بما لا يضركم وهو نافعهم . ويؤخذ من المعنى أن كل مَنْ له تطلع وتشوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان ، ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا جاء أحدَكم خادمُه بطعامه فليجلسه معه ، فإن لم يجلسه معه ، فليناوله لقمة أو لقمتين " أو كما قال . وكان الصحابة رضي الله عنهم - إذا بدأت باكورة أشجارهم - أتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرَّك عليها ، ونظر إلى أصغر وليد عنده فأعطاه ذلك ، علماً منه بشدة تشوفه لذلك ، وهذا كله مع إمكان الإعطاء ، فإن لم يمكن ذلك - لكونه حق سفهاء ، أو ثَم أهم من ذلك - فليقولوا لهم قولاً معروفاً يردوهم ردّاً جميلاً ، بقول حسن غير فاحش ولا قبيح .