Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 18-20)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ } أي : يوم القيامة التي قد أزفت وقربت ، وآن الوصول إلى أهوالها وقلاقلها وزلازلها ، { إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ } أي : قد ارتفعت وبقيت أفئدتهم هواء ، ووصلت القلوب من الروع والكرب إلى الحناجر ، شاخصة أبصارهم . { كَاظِمِينَ } لا يتكلمون إلاّ مَنْ أذن له الرحمن وقال صواباً ، وكاظمين على ما في قلوبهم من الروع الشديد والمزعجات الهائلة . { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ } أي : قريب ولا صاحب ، { وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } لأن الشفعاء لا يشفعون في الظالم نفسه بالشرك ، ولو قدرت شفاعتهم ، فالله تعالى لا يرضى شفاعتهم ، فلا يقبلها . { يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ } وهو النظر الذي يخفيه العبد من جليسه ومقارنه ، وهو نظر المسارقة ، { وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } مما لم يبينه العبد لغيره ، فالله تعالى يعلم ذلك الخفي ، فغيره من الأمور الظاهرة من باب أولى وأحرى . { وَٱللَّهُ يَقْضِي بِٱلْحَقِّ } لأن قوله حق ، وحكمه الشرعي حق ، وحكمه الجزائي حق وهو المحيط علماً وكتابة وحفظاً بجميع الأشياء ، وهو المنزه عن الظلم والنقص وسائر العيوب ، وهو الذي يقضي قضاءه القدري ، الذي إذا شاء شيئاً كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وهو الذي يقضي بين عباده المؤمنين والكافرين في الدنيا ، ويفصل بينهم بفتح ينصر به أولياءه وأحبابه . { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ } وهذا شامل لكل ما عبد من دون الله { لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ } لعجزهم وعدم إرادتهم للخير واستطاعتهم لفعله . { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لجميع الأصوات ، باختلاف اللغات ، على تفنن الحاجات . { ٱلْبَصِيرُ } بما كان وما يكون ، وما نبصر وما لا نبصر ، وما يعلم العباد وما لا يعلمون . قال في أول هاتين الآيتين { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ } ثم وصفها بهذه الأوصاف المقتضية للاستعداد لذلك اليوم العظيم ، لاشتمالها على الترغيب والترهيب .