Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 12-13)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى بفضله على عباده وإحسانه إليهم ، بتسخير البحر لسير المراكب والسفن بأمره وتيسيره ، { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } بأنواع التجارات والمكاسب ، { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } الله تعالى ، فإنكم إذا شكرتموه ، زادكم من نعمه وأثابكم على شكركم أجراً جزيلاً . { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ } أي : من فضله وإحسانه ، وهذا شامل لأجرام السماوات والأرض ، ولما أودع الله فيهما ، من الشمس والقمر ، والكواكب ، والثوابت ، والسيارات ، وأنواع الحيوانات ، وأصناف الأشجار والثمرات ، وأجناس المعادن ، وغير ذلك مما هو معدٌّ لمصالح بني آدم ، ومصالح ما هو من ضروراته ، فهذا يوجب عليهم أن يبذلوا غاية جهدهم في شكر نعمته ، وأن تتغلغل أفكارهم في تدبر آياته وحكمه ، ولهذا قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وجملة ذلك أنَّ خلقها وتدبيرها وتسخيرها ، دالٌّ على نفوذ مشيئة الله وكمال قدرته ، وما فيها من الإحكام والإتقان ، وبديع الصنعة ، وحسن الخلقة ، دال على كمال حكمته وعلمه ، وما فيها من السعة والعظمة والكثرة ، دال على سعة ملكه وسلطانه ، وما فيها من التخصيصات والأشياء المتضادات ، دليل على أنه الفعَّال لما يريد ، وما فيها من المنافع ، والمصالح الدينية والدنيوية ، دليل على سعة رحمته ، وشمول فضله وإحسانه ، وبديع لطفه وبره ، وكل ذلك دال على أنه وحده المألوه المعبود ، الذي لا تنبغي العبادة والذل والمحبة إلا له ، وأن رسله صادقون فيما جاؤوا به ، فهذه أدلة عقلية واضحة ، لا تقبل ريباً ولا شكاً .