Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 23-26)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { أَفَرَأَيْتَ } الرجل الضال الذي { ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } فما هويه سلكه ، سواء كان يرضي الله أو يسخطه . { وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } من الله تعالى ، أنه لا تليق به الهداية ، ولا يزكو عليها . { وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ } فلا يسمع ما ينفعه ، { وَقَلْبِهِ } فلا يعي الخير ، { وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً } تمنعه من نظر الحق ، { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ } أي : لا أحد يهديه ، وقد سد الله عليه أبواب الهداية ، وفتح له أبواب الغواية ، وما ظلمه الله ، ولكن هو الذي ظلم نفسه ، وتسبب لمنع رحمة الله عليه { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } ما ينفعكم فتسلكونه ، وما يضركم فتجتنبونه . { وَقَالُواْ } أي : منكرو البعث { مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } أي : إن هي إلا عادات ، وجَرْيٌ على رسوم الليل والنهار ، يموت أناس ، ويحيا أناس ، وما مات فليس براجع إلى الله ، ولا مجازى بعمله . وقولهم هذا صادر عن غير علم { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } فأنكروا المعاد وكذبوا الرسل الصادقين ، من غير دليل دلهم على ذلك ولا برهان . إن هي إلا ظنون ، واستبعادات خالية عن الحقيقة ، ولهذا قال تعالى : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } وهذا جراءة منهم على الله ، حيث اقترحوا هذا الاقتراح ، وزعموا أن صدق رسل الله متوقف على الإتيان بآبائهم ، وأنهم لو جاؤوهم بكل آية لم يؤمنوا ، إلا إن تبعتهم الرسل على ما قالوا وهم كذبة فيما قالوا ، وإنما قصدهم دفع دعوة الرسل ، لا بيان الحق ، قال تعالى : { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } وإلا فلو وصل العلم باليوم الآخر إلى قلوبهم ، لعملوا له أعمالاً وتهيؤوا له .