Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 7-8)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : ليكن لديكم معلوماً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم ، وهو الرسول الكريم ، البار ، الراشد ، الذي يريد بكم الخير وينصح لكم ، وتريدون لأنفسكم من الشر والمضرة ما لا يوافقكم الرسول عليه ، ولو يطيعكم في كثير من الأمر لشق عليكم وأعنتكم ، ولكن الرسول يرشدكم ، والله تعالى يحبب إليكم الإيمان ، ويزينه في قلوبكم ، بما أودع الله في قلوبكم من محبة الحق وإيثاره ، وبما ينصب على الحق من الشواهد ، والأدلة الدالة على صحته ، وقبول القلوب والفطر له ، وبما يفعله تعالى بكم من توفيقه للإنابة إليه ، ويكرّه إليكم الكفر والفسوق أي : الذنوب الكبار ، والعصيان : هي ما دون ذلك من الذنوب ، بما أودع في قلوبكم من كراهة الشر ، وعدم إرادة فعله ، وبما نصبه من الأدلة والشواهد على فساده وعدم قبول الفطر له ، وبما يجعله الله من الكراهة في القلوب له . { أُوْلَـٰئِكَ } أي : الذين زين الله الإيمان في قلوبهم ، وحببه إليهم ، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان { هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } أي : الذين صلحت علومهم وأعمالهم ، واستقاموا على الدين القويم ، والصراط المستقيم . وضدهم الغاوون ، الذين حبب إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، وكره إليهم الإيمان ، والذنب ذنبهم ، فإنهم لما فسقوا طبع الله على قلوبهم ، ولما { زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } [ الصف : 5 ] ولما لم يؤمنوا بالحق لما جاءهم أول مرة ، قلب الله أفئدتهم . وقوله : { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً } أي : ذلك الخير الذي حصل لهم ، هو بفضل الله عليهم وإحسانه ، لا بحولهم وقوتهم . { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } أي : عليم بمن يشكر النعمة فيوفقه لها ، ممن لا يشكرها ، ولا تليق به ، فيضع فضله حيث تقتضيه حكمته .