Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 12-15)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : كذب الذين من قبلهم من الأمم رسلهم الكرام وأنبياءهم العظام ، كـ " نوح " كذبه قومه ، [ وثمود كذبوا صالحاً ] ، وعاد ، كذبوا " هوداً " ، وإخوان لوط كذبوا " لوطاً " ، وأصحاب الأيكة كذبوا " شعيباً " ، وقوم تبع ، وتبع كل ملك ملك اليمن في الزمان السابق قبل الإسلام فقوم تبع كذبوا الرسول الذي أرسله الله إليهم ، ولم يخبرنا الله من هو ذلك الرسول ، وأي تُبَّع من التبابعة ، لأنه - والله أعلم - كان مشهوراً عند العرب لكونهم من العرب العرباء ، الذين لا تخفى ماجرياتهم على العرب خصوصاً مثل هذه الحادثة العظيمة . فهؤلاء كلهم كذبوا الرسل ، الذين أرسلهم الله إليهم ، فحق عليهم وعيد الله وعقوبته ، ولستم أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم ، خيراً منهم ، ولا رسلهم أكرم على الله من رسولكم ، فاحذروا جرمهم ، لئلا يصيبكم ما أصابهم . ثم استدل تعالى بالخلق الأول - وهو المنشأ الأول - على الخلق الآخر ، وهو النشأة الآخرة . فكما أنه الذي أوجدهم بعد العدم ، كذلك يعيدهم بعد موتهم وصيرورتهم إلى [ الرفات ] والرمم ، فقال : { أَفَعَيِينَا } أي : أفعجزنا وضعفت قدرتنا { بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } ؟ ليس الأمر كذلك ، فلم نعجز ونَعْيَ عن ذلك ، وليسوا في شك من ذلك ، وإنما هم في لبس من خلق جديد هذا الذي شكوا فيه ، والتبس عليهم أمره ، مع أنه لا محل للبس فيه ، لأن الإعادة أهون من الابتداء ، كما قال تعالى : { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } [ الروم : 27 ] .