Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 36-37)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى - مخوفاً للمشركين المكذبين للرسول : - { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ } أي : أمماً كثيرة هم أشد من هؤلاء بطشاً أي : قوةً وآثاراً في الأرض . ولهذا قال : { فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } أي : بنوا الحصون المنيعة والمنازل الرفيعة ، وغرسوا الأشجار ، وأجروا الأنهار ، وزرعوا ، وعمروا ، ودمَّروا ، فلما كذَّبوا رسل الله ، وجحدوا آيات الله ، أخذهم الله بالعقاب الأليم ، والعذاب الشديد ، فـ { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } أي : لا مفر لهم من عذاب الله حين نزل بهم ولا منقذ ، فلم تغن عنهم قوتهم ، ولا أموالهم ، ولا أولادهم . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } أي : قلب عظيم حيٌّ ذكيٌّ زكِيٌّ ، فهذا إذا ورد عليه شيء من آيات الله ، تذكر بها ، وانتفع فارتفع ، وكذلك من ألقى سمعه إلى آيات الله ، واستمعها استماعاً يسترشد به ، وقلبه { شَهِيدٌ } أي : حاضر ، فهذا له أيضاً ذكرى وموعظة ، وشفاء وهدى . وأما المعرض ، الذي لم يلق سمعه إلى الآيات ، فهذا لا تفيده شيئاً ، لأنه لا قبول عنده ، ولا تقتضي حكمة الله هداية من هذا وصفه ونعته .