Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 20-23)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى - داعياً عباده إلى التفكر والاعتبار - : { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ } وذلك شامل لنفس الأرض ، وما فيها من جبال وبحار وأنهار وأشجار ونبات ، تدل المتفكر فيها ، المتأمل لمعانيها ، على عظمة خالقها ، وسعة سلطانه ، وعميم إحسانه ، وإحاطة علمه ، بالظواهر والبواطن . وكذلك في نفس العبد من العبر والحكمة والرحمة ما يدل على أن الله وحده الأحد الفرد الصمد ، وأنه لم يخلق الخلق سدى . وقوله : { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } أي مادة رزقكم من الأمطار ، وصنوف الأقدار ، الرزق الديني والدنيوي ، { وَمَا تُوعَدُونَ } من الجزاء في الدنيا والآخرة ، فإنه ينزل من عند الله كسائر الأقدار ، فلما بين الآيات ونبه عليها تنبيهاً ينتبه به الذكي اللبيب ، أقسم تعالى على أن وعده وجزاءه حق ، وشبه ذلك بأظهر الأشياء [ لنا ] وهو النطق ، فقال : { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } فكما لا تشكون في نطقكم ، فكذلك لا ينبغي الشك في البعث بعد الموت .