Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 6-8)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : قد بان أن المكذبين لا حيلة في هداهم ، فلم يبق إلا الإعراض عنهم والتولي عنهم ، [ فقال : ] { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } وانتظر بهم يوماً عظيماً وهولاً جسيماً ، وذلك حين { يَدْعُ ٱلدَّاعِ } إسرافيل عليه السلام { إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } أي : إلى أمر فظيع تنكره الخليقة ، فلم تر منظراً أفظع ولا أوجع منه ، فينفخ إسرافيل نفخة ، يخرج بها الأموات من قبورهم لموقف القيامة ، { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ } أي : من الهول والفزع الذي وصل إلى قلوبهم ، فخضعت وذلت ، وخشعت لذلك أبصارهم . { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } وهي القبور ، { كَأَنَّهُمْ } من كثرتهم ، وروجان بعضهم ببعض { جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } أي : مبثوث في الأرض ، متكاثر جداً ، { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ } أي : مسرعين لإجابة النداء الداعي ، وهذا يدل على أن الداعي يدعوهم ويأمرهم بالحضور لموقف القيامة ، فيلبون دعوته ، ويسرعون إلى إجابته ، { يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ } الذين قد حضر عذابهم : { هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } كما قال تعالى { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } [ المدثر : 10 ] [ مفهوم ذلك أنه يسيرٌ سهلٌ على المؤمنين ] .