Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 71-74)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذه نعمة تدخل في الضروريات التي لا غنى للخلق عنها ، فإن الناس محتاجون إليها في كثير من أمورهم وحوائجهم ، فقررهم تعالى بالنار التي أوجدها في الأشجار ، وأن الخلق لا يقدرون أن ينشؤوا شجرها ، وإنما الله تعالى الذي أنشأها من الشجر الأخضر ، فإذا هي نار توقد بقدر حاجة العباد ، فإذا فرغوا من حاجتهم ، أطفؤوها وأخمدوها . { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً } للعباد بنعمة ربهم ، وتذكرة بنار جهنم التي أعدها الله للعاصين ، وجعلها سوطاً يسوق به عباده إلى دار النعيم ، { وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ } أي : [ المنتفعين أو ] المسافرين وخص الله المسافرين لأن نفع المسافر بذلك أعظم من غيره ، ولعل السبب في ذلك ، لأن الدنيا كلها دار سفر ، والعبد من حين ولد فهو مسافر إلى ربه ، فهذه النار ، جعلها الله متاعاً للمسافرين في هذه الدار ، وتذكرة لهم بدار القرار ، فلما بيّن من نعمه ما يوجب الثناء عليه من عباده وشكره وعبادته ، أمر بتسبيحه وتحميده ، فقال : { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } أي : نزه ربك العظيم ، كامل الأسماء والصفات ، كثير الإحسان والخيرات ، واحمده بقلبك ولسانك ، وجوارحك ، لأنه أهل لذلك ، وهو المستحق لأن يُشكر فلا يُكفر ، ويُذكر فلا يُنسى ، ويُطاع فلا يُعصى .