Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 18-19)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ } بالتشديد أي : الذين أكثروا من الصدقات الشرعية ، والنفقات المرضية ، { وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } بأن قدموا من أموالهم في طرق الخيرات ما يكون مدخراً لهم عند ربهم ، { يُضَاعَفُ لَهُمْ } الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعافٍ كثيرة ، { وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } وهو ما أعده الله لهم في الجنة ، مما لا تعلمه النفوس . { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } والإيمان عند أهل السنة : هو ما دلّ عليه الكتاب والسنة ، هو قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، فيشمل ذلك جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة ، فالذين جمعوا بين هذه الأمور هم الصدِّيقون أي : الذين مرتبتهم فوق مرتبة عموم المؤمنين ، ودون مرتبة الأنبياء . [ وقوله : ] { وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ } كما ورد في الحديث الصحيح : " إن في الجنة مائة درجة ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله " ، وهذا يقتضي شدة علوهم ورفعتهم ، وقربهم الله تعالى . { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } فهذه الآيات جمعت أصناف الخلق ، المتصدقين ، والصديقين ، والشهداء ، وأصحاب الجحيم ، فالمتصدقون الذين كان جُلُّ عملهم الإحسان إلى الخلق ، وبذل النفع إليهم بغاية ما يمكنهم ، خصوصاً بالنفع بالمال في سبيل الله . والصدِّيقون هم الذين كملوا مراتب الإيمان والعمل الصالح ، والعلم النافع ، واليقين الصادق ، والشهداء هم الذين قاتلوا في سبيل الله [ لإعلاء كلمة الله ، وبذلوا أنفسهم وأموالهم ] فقتلوا ، وأصحاب الجحيم هم الكفار الذين كذبوا بآيات الله . وبقي قسم ذكرهم الله في سورة فاطر ، وهم المقتصدون الذين أدّوا الواجبات وتركوا المحرمات ، إلا أنهم حصل منهم تقصير ببعض حقوق الله وحقوق عباده ، فهؤلاء مآلهم الجنة ، وإن حصل لهم عقوبة ببعض ما فعلوا .