Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 116-117)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم محذراً عن طاعة أكثر الناس : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } فإن أكثرهم قد انحرفوا في أديانهم وأعمالهم وعلومهم . فأديانهم فاسدة ، وأعمالهم تبع لأهوائهم ، وعلومهم ليس فيها تحقيق ، ولا إيصال لسواء الطريق . بل غايتهم أنهم يتبعون الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً ، ويتخرصون في القول على الله ما لا يعلمون ، ومَنْ كان بهذه المثابة ، فحري أن يحذر الله منه عبادَه ، ويصف لهم أحوالهم لأن هذا - وإن كان خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم - فإن أمته أسوة له في سائر الأحكام التي ليست من خصائصه . والله تعالى أصدق قيلاً ، وأصدق حديثاً ، و { هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ } وأعلم بمن يهتدي . ويهدي . فيجب عليكم - أيها المؤمنون - أن تتبعوا نصائحه وأوامره ونواهيه لأنه أعلم بمصالحكم ، وأرحم بكم من أنفسكم . ودلت هذه الآية على أنه لا يستدل على الحق بكثرة أهله ، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق ، بل الواقع بخلاف ذلك ، فإن أهل الحق هم الأقلون عدداً ، الأعظمون - عند الله - قدراً وأجراً ، بل الواجب أن يستدل على الحق والباطل ، بالطرق الموصلة إليه .