Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 114-115)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : قل يا أيها الرسول { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً } أحاكم إليه ، وأتقيد بأوامره ونواهيه . فإن غير الله محكوم عليه لا حاكم . وكل تدبير وحكم للمخلوق فإنه مشتمل على النقص والعيب والجور ، وإنما الذي يجب أن يتخذ حاكماً ، فهو الله وحده لا شريك له ، الذي له الخلق والأمر . { ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً } أي : موضَّحاً فيه الحلال والحرام ، والأحكام الشرعية ، وأُصول الدين وفروعه ، الذي لا بيان فوق بيانه ، ولا برهان أجلى من برهانه ، ولا أحسن منه حكماً ، ولا أقوم قيلاً ، لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة . وأهل الكتب السابقة من اليهود والنصارى ، يعترفون بذلك { يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ } ولهذا تواطأت الإخبارات { فَلاَ } تشُكَّنَّ في ذلك ولا { تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } . ثم وصف تفصيلها فقال : { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً } أي : صدقاً في الأخبار ، وعدلاً في الأمر والنهي . فلا أصدق من أخبار الله التي أودعها هذا الكتاب العزيز ، ولا أعدل من أوامره ونواهيه { لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ } [ حيث حفظها وأحكمها بأعلى أنواع الصدق وبغاية الحق ، فلا يمكن تغييرها ولا اقتراح أحسن منها ] . { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لسائر الأصوات ، باختلاف اللغات على تفنن الحاجات . { ٱلْعَلِيمُ } الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن ، والماضي والمستقبل .