Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 46-47)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى أنه كما أنه هو المتفرد بخلق الأشياء وتدبيرها ، فإنه المنفرد بالوحدانية والإلهية ، فقال : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } فبقيتم بلا سمع ولا بصر ولا عقل { مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ } فإذا لم يكن غير الله يأتي بذلك ، فلِمَ عبدتم معه مَنْ لا قدرة له على شيء إلا إذا شاءه الله . وهذا من أدلة التوحيد وبطلان الشرك ، ولهذا قال : { ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } أي : ننوعها ، ونأتي بها في كل فن ، ولتنير الحق ، وتتبيّن سبيل المجرمين . { ثُمَّ هُمْ } مع هذا البيان التام { يَصْدِفُونَ } عن آيات الله ويعرضون عنها . { قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ } أي : أخبروني { إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً } أي : مفاجأة أو قد تقدم أمامه مقدمات ، تعلمون بها وقوعه { هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّٰلِمُونَ } الذين صاروا سبباً لوقوع العذاب بهم ، بظلمهم وعنادهم . فاحذروا أن تقيموا على الظلم ، فإنه الهلاك الأبدي ، والشقاء السرمدي .