Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 68-69)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المراد بالخوض في آيات الله : التكلم بما يخالف الحق ، من تحسين المقالات الباطلة والدعوة إليها ومدح أهلها ، والإعراض عن الحق والقدح فيه وفي أهله . فأمر الله رسوله أصلاً ، وأمته تبعاً ، إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر بالإعراض عنهم ، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل ، والاستمرار على ذلك حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره ، فإذا كان في كلام غيره ، زال النهي المذكور . فإن كان مصلحة كان مأموراً به ، وإن كان غير ذلك كان غير مفيد ولا مأمورٍ به ، وفي ذم الخوض بالباطل ، حث على البحث والنظر والمناظرة بالحق ثم قال : { وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَٰنُ } أي : بأن جلست معهم ، على وجه النسيان والغفلة . { فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ } يشمل الخائضين بالباطل ، وكل متكلم بمحرَّم ، أو فاعل لمحرم ، فإنه يحرم الجلوس والحضور عند حضور المنكر ، الذي لا يقدر على إزالته . هذا النهي والتحريم لمن جلس معهم ، ولم يستعمل تقوى الله ، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم ، أو يسكت عنهم وعن الإنكار ، فإن استعمل تقوى الله تعالى ، بأن كان يأمرهم بالخير ، وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم ، فيترتب على ذلك زوال الشر أو تخفيفه ، فهذا ليس عليه حرج ولا إثم ، ولهذا قال : { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } أي : ولكن ليذكرهم ويعظهم ، لعلهم يتقون الله تعالى . وفي هذا دليل على أنه ينبغي أن يستعمل المذكِّرُ من الكلام ما يكون أقرب إلى حصول مقصود التقوى . وفيه دليل على أنه إذا كان التذكير والوعظ ، مما يزيد الموعوظ شراً إلى شره ، إلى أن تركه هو الواجب ، لأنه إذا ناقض المقصود ، كان تركه مقصوداً .