Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 70-70)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المقصود من العباد أن يخلصوا لله الدين ، بأن يعبدوه وحده لا شريك له ، ويبذلوا مقدورهم في مرضاته ومحابه . وذلك متضمن لإقبال القلب على الله وتوجهه إليه ، وكون سعي العبد نافعاً ، وجداً لا هزلاً ، وإخلاصاً لوجه الله لا رياء وسمعة ، هذا هو الدين الحقيقي الذي يقال له دين ، فأما من زعم أنه على الحق ، وأنه صاحب دين وتقوى ، وقد اتخذ دينه لعباً ولهواً . بأن لَهَا قلبُه عن محبة الله ومعرفته ، وأقبل على كل ما يضره ، ولَهَا في باطله ، ولعب فيه ببدنه ، لأن العمل والسعي إذا كان لغير الله فهو لعب ، فهذا أَمَر الله تعالى أن يترك ويحذر ، ولا يغتر به ، وتنظر حاله ، ويحذر من أفعاله ، ولا يغتر بتعويقه عما يقرب إلى الله . { وَذَكِّرْ بِهِ } أي : ذكر بالقرآن ما ينفع العباد ، أمراً ، وتفصيلاً ، وتحسيناً له ، بذكر ما فيه من أوصاف الحسن ، وما يضر العباد نهيا عنه ، وتفصيلاً لأنواعه ، وبيان ما فيه ، من الأوصاف القبيحة الشنيعة الداعية لتركه ، وكل هذا لئلا تبسل نفس بما كسبت ، أي : قبل اقتحام العبد للذنوب وتجرئه على علاّم الغيوب ، واستمرارها على ذلك المرهوب ، فذكرها ، وعظها ، لترتدع وتنزجر ، وتكف عن فعلها . وقوله : { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ } أي : قبل [ أن ] تحيط بها ذنوبها ، ثم لا ينفعها أحد من الخلق ، لا قريب ولا صديق ، ولا يتولاها من دون الله أحد ، ولا يشفع لها شافع { وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ } أي : تفتدي بكل فداء ، ولو بملء الأرض ذهباً { لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ } أي : لا يقبل ولا يفيد . { أُوْلَـٰئِكَ } الموصوفون بما ذكر { ٱلَّذِينَ أُبْسِلُواْ } أي : أهلكوا وأيسوا من الخير ، وذلك { بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } أي : ماء حار قد انتهى حره ، يشوي وجوههم ، ويقطع أمعاءهم { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } .