Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-8)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْحَاقَّةُ } من أسماء يوم القيامة ، لأنها تحق وتنزل بالخلق ، وتظهر فيها حقائق الأمور ، ومخبآت الصدور ، فعظم تعالى شأنها وفخمه ، بما كرّره من قوله : { ٱلْحَاقَّةُ * مَا ٱلْحَآقَّةُ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } فإن لها شأناً عظيماً ، وهولاً جسيماً ، [ ومن عظمتها أن الله أهلك الأمم المكذبة بها بالعذاب العاجل ] ، ثم ذكر نموذجاً من أحوالها الموجودة في الدنيا المشاهدة فيها ، وهو ما أحله من العقوبات البليغة بالأمم العاتية ، فقال : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ } وهم القبيلة المشهورة ، سكان الحجر ، الذين أرسل الله إليهم رسوله صالحاً عليه السلام ، ينهاهم عما هم عليه من الشرك ، ويأمرهم بالتوحيد ، فردوا دعوته وكذبوه ، وكذبوا ما أخبرهم به من يوم القيامة ، وهي القارعة التي تقرع الخلق بأهوالها ، وكذلك عاد الأولى ، سكان حضرموت ، حين بعث الله إليهم رسوله هوداً عليه الصلاة والسلام ، يدعوهم إلى عبادة الله [ وحده ] ، فكذبوه ، وكذبوا بما أخبر به من البعث ، فأهلك الله الطائفتين بالهلاك المعجل { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } وهي الصيحة العظيمة الفظيعة ، التي انصدعت منها قلوبهم ، وزهقت لها أرواحهم فأصبحوا موتى لا يُرى إلا مساكنهم وجثثهم ، { وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ } أي : قوية شديدة الهبوب لها صوت أبلغ من صوت الرعد [ القاصف ] ، { عَاتِيَةٍ } [ أي : ] عتت على خزانها ، على قول كثير من المفسرين ، أو عتت على عاد ، وزادت على الحد كما هو الصحيح ، { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً } أي : نحساً وشراً فظيعاً عليهم ، فدمرتهم وأهلكتهم ، { فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ } أي : هلكى موتى { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } أي : كأنهم جذوع النخل التي قد قطعت رؤوسها الخاوية ، الساقط بعضها على بعض ، { فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } وهذا استفهام بمعنى النفي المتقرر .