Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 9-12)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : وكذلك غير هاتين الأمتين الطاغيتين ، عاد وثمود ، جاء غيرهم من الطغاة العتاة ، كفرعون مصر ، الذي أرسل الله إليه عبده ورسوله موسى [ ابن عمران ] عليه الصلاة والسلام ، وأراه من الآيات البينات ، ما تيقنوا بها الحق ، ولكن جحدوا وكفروا ، ظلماً وعلواً ، وجاء من قبله من المكذبين ، { وَٱلْمُؤْتَفِكَاتُ } أي : قرى قوم لوط ، الجميع جاؤوا { بِالْخَاطِئَةِ } أي : بالفعلة الطاغية ، وهي الكفر والتكذيب ، والظلم والمعاندة ، وما انضم إلى ذلك من أنواع الفواحش والفسوق . { فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ } وهذا اسم جنس أي : كل من هؤلاء كذَّبَ الرسول الذي أرسله الله إليهم . فأخذ الله الجميع { أَخْذَةً رَّابِيَةً } أي : زائدة على الحد والمقدار ، الذي يحصل به هلاكهم . ومن جملة أولئك ، قوم نوح ، أغرقهم الله في اليم حين طغى [ الماء على وجه ] الأرض ، وعلا على مواضعها الرفيعة . وامتنَّ الله على الخلق الموجودين بعدهم أن الله حملهم { فِي ٱلْجَارِيَةِ } وهي السفينة في أصلاب آبائهم وأمهاتهم ، الذين نجاهم الله ، فاحمدوا الله واشكروا الذي نجاكم حين أهلك الطاغين ، واعتبروا بآياته الدالة على توحيده ، ولهذا قال : { لِنَجْعَلَهَا } أي : الجارية ، والمراد جنسها ، لكم { تَذْكِرَةً } تذكِّركم أول سفينة صنعت ، وما قصتها ، وكيف نجى الله عليها من آمن به واتبع رسوله ، وأهلك أهل الأرض كلهم ، فإن جنس الشيء مذكِّر بأصله . وقوله : { وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } أي : تعقلها أولو الألباب ، ويعرفون المقصود منها ووجه الآية بها . وهذا بخلاف أهل الإعراض والغفلة ، وأهل البلادة وعدم الفطنة ، فإنهم ليس لهم انتفاع بآيات الله ، لعدم وعيهم عن الله ، وفكرهم بآيات الله .