Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 1-3)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر الله في هذه السورة الكريمة أول حالة الإنسان ومبتدأها ومتوسطها ومنتهاها . فذكر أنه مرّ عليه دهر طويل ، وهو الذي قبل وجوده ، وهو معدوم بل ليس مذكوراً . ثم لما أراد الله تعالى خلقه ، خلق [ أباه ] آدم من طين ، ثم جعل نسله متسلسلاً { مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } أي : ماء مهين مستقذر { نَّبْتَلِيهِ } بذلك ، لنعلم هل يرى حاله الأولى ، ويتفطن لها أم ينساها وتغره نفسه ؟ فأنشأه الله ، وخلق له القوى الباطنة والظاهرة ، كالسمع والبصر ، وسائر الأعضاء ، فأتمها له وجعلها سالمة يتمكن بها من تحصيل مقاصده . ثم أرسل إليه الرسل ، وأنزل عليه الكتب ، وهداه الطريق الموصلة إلى الله ، ورغَّبه فيها ، وأخبره بما له عند الوصول إلى الله . ثم أخبره بالطريق الموصلة إلى الهلاك ، ورهَّبه منها ، وأخبره بما له إذا سلكها ، وابتلاه بذلك ، فانقسم الناس إلى شاكر لنعمة الله عليه ، قائم بما حمله الله من حقوقه ، وإلى كفور لنعمة الله عليه ، أنعم الله عليه بالنعم الدينية والدنيوية ، فردَّها ، وكفر بربه ، وسلك الطريق الموصلة إلى الهلاك . ثم ذكر تعالى حال الفريقين عند الجزاء فقال : { إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلاَ وَأَغْلاَلاً … } .