Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 31-36)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما ذكر حال المجرمين ، ذكر مآل المتقين ، فقال : { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } أي : الذين اتقوا سخط ربهم ، بالتمسك بطاعته ، والانكفاف عما يكرهه فلهم مفاز ومنجى ، وبُعْدٌ عن النار ، وفي ذلك المفاز لهم { حَدَآئِقَ } وهي البساتين الجامعة لأصناف الأشجار الزاهية ، في الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار ، وخص الأعناب لشرفه وكثرته في تلك الحدائق . ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس { وَكَوَاعِبَ } : وهي : النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن ، وقوتهن ونضارتهن . " والأتراب " : اللاتي على سن واحد متقارب ، ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات ، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة ، في أعدل سن الشباب . { وَكَأْساً دِهَاقاً } أي : مملوءة من رحيق ، لذة للشاربين ، { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً } أي : كلاماً لا فائدة فيه { وَلاَ كِذَّاباً } أي : إثما . كما قال تعالى : { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } [ الواقعة : 25 - 26 ] . وإنما أعطاهم الله هذا الثواب الجزيل [ من فضله وإحسانه ] { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ } لهم { عَطَآءً حِسَاباً } أي : بسبب أعمالهم التي وفقهم الله لها ، وجعلها ثمناً لجنته ونعيمها .