Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 6-16)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : أما أنعمنا عليكم بنعم جليلة ، فجعلنا لكم { ٱلأَرْضَ مِهَٰداً } أي : ممهدة مهيأة لكم ولمصالحكم ، من الحروث والمساكن والسبل . { وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } تمسك الأرض لئلا تضطرب بكم وتميد ، { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً } أي : ذكوراً وإناثاً من جنس واحد ، ليسكن كل منهما إلى الآخر ، فتكون المودة والرحمة ، وتنشأ عنهما الذرية ، وفي ضمن هذا الامتنان ، بلذة المنكح . { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتا } أي : راحة لكم ، وقطعاً لأشغالكم ، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم ، فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس ، لتنقطع حركاتهم الضارة ، وتحصل راحتهم النافعة . { وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } أي : سبع سماوات ، في غاية القوة ، والصلابة والشدة ، وقد أمسكها الله بقدرته ، وجعلها سقفاً للأرض ، فيها عدة منافع لهم ، ولهذا ذكر من منافعها الشمس فقال : { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } نبه بالسراج على النعمة بنورها ، الذي صار كالضرورة للخلق ، وبالوهاج الذي فيه الحرارة على حرارتها وما فيها من المصالح . { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ } أي : السحاب { مَآءً ثَجَّاجاً } أي : كثيراً جداً . { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً } من بُرٍّ وشعير وذرة وأرز ، وغير ذلك مما يأكله الآدميون . { وَنَبَاتاً } يشمل سائر النبات ، الذي جعله الله قوتاً لمواشيهم ، { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً } أي : بساتين ملتفة ، فيها من جميع أصناف الفواكه اللذيذة . فالذي أنعم عليكم بهذه النعم العظيمة ، التي لا يقدر قدرها ، ولا يحصى عددها ، كيف [ تكفرون به و ] تكذبون ما أخبركم به من البعث والنشور ؟ ! أم كيف تستعينون بنعمه على معاصيه وتجحدونها ؟ ! !