Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 30-30)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : { وَ } أذكر أيها الرسول ، ما منَّ اللّه به عليك . { إِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } حين تشاور المشركون في دار الندوة فيما يصنعون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، إما أن يثبتوه عندهم بالحبس ويوثقوه . وإما أن يقتلوه فيستريحوا - بزعمهم - من شره . وإما أن يخرجوه ويجلوه من ديارهم . فكلٌّ أبدى من هذه الآراء رأياً رآه ، فاتفق رأيهم على رأي : رآه شريرهم أبو جهل لعنه اللّه ، وهو أن يأخذوا من كل قبيلة من قبائل قريش فتى ويعطوه سيفاً صارماً ، ويقتله الجميع قتلة رجل واحد ، ليتفرق دمه في القبائل فيرضى بنو هاشم [ ثَمَّ ] بديته ، فلا يقدرون على مقاومة سائر قريش ، فترصدوا للنبي صلى الله عليه وسلم في الليل ليوقعوا به إذا قام من فراشه . فجاءه الوحي من السماء ، وخرج عليهم ، فذرَّ على رءوسهم التراب وخرج ، وأعمى اللّه أبصارهم عنه ، حتى إذا استبطؤوه جاءهم آت وقال : خيبكم اللّه ، قد خرج محمد وذَرَّ على رءوسكم التراب . فنفض كل منهم التراب عن رأسه ، ومنع اللّه رسوله منهم ، وأذن له في الهجرة إلى المدينة ، فهاجر إليها ، وأيده اللّه بأصحابه المهاجرين والأنصار ، ولم يزل أمره يعلو حتى دخل مكة عنوة ، وقهر أهلها ، فأذعنوا له وصاروا تحت حكمه ، بعد أن خرج مستخفياً منهم ، خائفاً على نفسه . فسبحان اللطيف بعبده الذي لا يغالبه مغالب .