Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 38-40)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا من لطفه تعالى بعباده لا يمنعه كفر العباد ولا استمرارهم في العناد ، من أن يدعوهم إلى طريق الرشاد والهدى ، وينهاهم عما يهلكهم من أسباب الغي والردى ، فقال : { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُوا } عن كفرهم ، وذلك بالإسلام للّه وحده لا شريك له . { يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ } منهم من الجرائم { وَإِنْ يَعُودُواْ } إلى كفرهم وعنادهم { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ } بإهلاك الأمم المكذبة ، فلينتظروا ما حل بالمعاندين ، فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ، فهذا خطابه للمكذبين ، وأما خطابه للمؤمنين عندما أمرهم بمعاملة الكافرين ، فقال : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } أي : شرك وصد عن سبيل اللّه ، ويذعنوا لأحكام الإسلام ، { وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله } فهذا المقصود من القتال والجهاد لأعداء الدين ، أن يدفع شرهم عن الدين ، وأن يذب عن دين اللّه الذي خلق الخلق له ، حتى يكون هو العالي على سائر الأديان . { فَإِنِ انْتَهَوْاْ } عن ما هم عليه من الظلم { فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } لا تخفى عليه منهم خافية . { وَإِن تَوَلَّوْاْ } عن الطاعة وأوضعوا في الإضاعة { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ } الذي يتولى عباده المؤمنين ، ويوصل إليهم مصالحهم ، وييسر لهم منافعهم الدينية والدنيوية ، { وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ } الذي ينصرهم ، فيدفع عنهم كيد الفجار ، وتكالب الأشرار . ومن كان اللّه مولاه وناصره فلا خوف عليه ، ومن كان اللّه عليه فلا عِزَّ له ولا قائمة له .