Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-6)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيْلٌ } كلمة عذاب ، ووعيد { لِّلْمُطَفِّفِينَ } وفسر الله المطففين بقوله { ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ } أي : أخذوا منهم وفاء عما ثبت لهم قبلهم يستوفونه كاملاً من غير نقص . { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ } أي : إذا أعطوا الناس حقهم ، الذي للناس عليهم بكيل أو وزن ، { يُخْسِرُونَ } أي : ينقصونهم ذلك ، إما بمكيال وميزان ناقصين ، أو بعدم ملء المكيال والميزان ، أو نحو ذلك ، فهذا سرقة [ لأموال ] الناس ، وعدم إنصاف [ لهم ] منهم . وإذا كان هذا الوعيد على الذين يبخسون الناس بالمكيال والميزان ، فالذي يأخذ أموالهم قهراً أو سرقةً ، أولى بهذا الوعيد من المطففين . ودلّت الآية الكريمة ، على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له ، يجب عليه أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات ، بل يدخل في [ عموم هذا ] الحجج والمقالات ، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد [ منهما ] يحرص على ماله من الحجج ، فيجب عليه أيضاً أن يبيّن ما لخصمه من الحجج [ التي لا يعلمها ] ، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو ، وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه ، وتواضعه من كبره ، وعقله من سفهه ، نسأل الله التوفيق لكل خير . ثم توعد تعالى المطففين ، وتعجب من حالهم وإقامتهم على ما هم عليه ، فقال : { أَلا يَظُنُّ أُوْلَـٰئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } فالذي جرأهم على التطفيف عدم إيمانهم باليوم الآخر ، وإلا فلو آمنوا به ، وعرفوا أنهم يقومون بين يدي الله ، يحاسبهم على القليل والكثير ، لأقلعوا عن ذلك وتابوا منه .