Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 82-83)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ولـما جاء أمرنا بـالعذاب وقضاؤنا فـيهم بـالهلاك ، { جَعَلْنا عالِـيَها } يعنـي عالـي قريتهم { سافِلَها وأمْطَرْنا عَلَـيْها } يقول : وأرسلنا علـيها { حِجَارَةً مِنْ سِجِّيـلٍ } . واختلف أهل التأويـل فـي معنى سجيـل ، فقال بعضهم : هو بـالفـارسية سِنْك وكل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { مِنْ سِجِّيـلٍ } بـالفـارسية ، أوّلها حجر ، وآخرها طين . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، بنـحوه . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد بنـحوه . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، نـحوه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبـير : { حِجارَةً مِنْ سِجِّيـلٍ } قال : فـارسية أعربت سنك وكل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : السجيـل : الطين . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وعكرمة : { مِنْ سِجِّيـلٍ } قالا : من طين . حدثنا الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا إسماعيـل بن عبد الكريـم ، قال : ثنـي عبد الصمد ، عن وهب قال : سجيـل بـالفـارسية : سنك وكل . حدثنـي موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { حِجارَةً مِنْ سِجِّيـلٍ } أما السجيـل فقال ابن عبـاس : هو بـالفـارسية : سنك وجل ، سنك : هو الـحجر ، وجل هو الطين . يقول : أرسلنا علـيهم حجارة من طين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفـيان ، عن السديّ ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس : { حِجارَةً مِنْ سِجِّيـلٍ } قال : طين فـي حجارة . وقال ابن زيد فـي قوله ما : حدثنـي به يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله : { حِجارَةً مِنْ سِجِّيـلٍ } قال : السماء الدنـيا . قال : والسماء الدنـيا اسمها سجيـل ، وهي التـي أنزل الله علـى قوم لوط . وكان بعض أهل العلـم بكلام العرب من البصريـين يقول : السجيـل : هو من الـحجارة الصلب الشديد ومن الضرب ، ويستشهد علـى ذلك بقول الشاعر : @ ضَرْبـاً تَوَاصَى بهِ الأبْطالُ سِجِّيلاً @@ وقال بعضهم : تـحوّل اللام نوناً . وقال آخر منهم : هو فعيـل من قول القائل : أسجلته : أرسلته ، فكأنه من ذلك أي مرسلة علـيهم . وقال آخر منهم : بل هو من « سجلت له سجلاً » من العطاء ، فكأنه قـيـل : منـحوا ذلك البلاء فأعطوه ، وقالوا أسجله : أهمله . وقال بعضهم : هو من السِّجِلِّ ، لأنه كان فـيها علـم كالكتاب . وقال آخر منهم : بل هو طين يطبخ الآجرّ ، وينشد بـيت الفضل بن عبـاس : @ مَنْ يُساجِلْنِـي يُساجِلْ ماجِداً يَـمْلأُ الدَّلْوَ إلـى عَقْدِ الكَرَبِ @@ فهذا من سَجَلْت له سَجْلاً : أعطيته . والصواب من القول فـي ذلك عندنا ما قاله الـمفسرون ، وهو أنها من طين ، وبذلك وصفها الله فـي كتابه فـي موضع ، وذلك قوله : { لِنُرْسِلَ عَلَـيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ للْـمُسْرِفِـينَ } . وقد رُوى عن سعيد بن جبـير أنه كان يقول : هي فـارسية ونبطية . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبـير ، قال : فـارسية ونبطية سج ايـل . فذهب سعيد بن جبـير فـي ذلك إلـى أن اسم الطين بفـارسية جل لا ايـل ، وأن ذلك لو كان بـالفـارسية لكان سجِلٌّ لاِ سجِّيـل ، لأن الـحجر بـالفـارسية يدعى سِجَ والطين جِلْ ، فلا وجه لكون الـياء فـيها وهي فـارسية . وقد بـيَّنا الصواب من القول عندنا فـي أول الكتاب بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . وقد ذُكر عن الـحسن البصري أنه قال : كان أصل الـحجارة طينا فشددت . وأما قوله : { مَنْضُودٍ } فإن قتادة وعكرمة يقولان فـيه ما : حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وعكرمة : مَنْضُودٍ يقول : مصفوفة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { مَنْضُودٍ } يقول : مصفوفة . وقال الربـيع بن أنس فـيه ، ما : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع بن أنس ، فـي قوله { مَنْضُودٍ } قال : نضد بعضه علـى بعض . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي بكر الهذلـيّ بن عبد الله : أما قوله : { مَنْضُودٍ } فإنها فـي السماء منضودة : معدّة ، وهي من عدّة الله التـي أعدّ للظلـمة . وقال بعضهم : منضود : يتبع بعضه بعضاً علـيهم ، قال : فذلك نَضْدُهُ . والصواب من القول فـي ذلك ما قاله الربـيع بن أنس ، وذلك أن قوله : { مَنْضُودٍ } من نعت « سجيـل » ، لا من نعت الـحجارة ، وإنـما أمطر القوم حجارة من طين ، صفة ذلك الطين أنه نضد بعضه إلـى بعض ، فـيصير حجارة ، ولـم يـمطروا الطين فـيكون موصوفـا بأنه تتابع علـى القوم بـمـجيئه ، وإنـما كان جائزاً أن يكون علـى ما تأوّله هذا الـمتأوّل لو كان التنزيـل بـالنصب متضودة فـيكون من نعت الـحجارة حينئذ . وأما قوله : { مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ } فإنه يقول : معلـمة عند الله ، أعلـمها الله ، والـمسوّمة من نعت الـحجارة ، ولذلك نصبت ونعت بها . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { مُسَوَّمَةً } قال : معلـمة . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبـي جعفر ، عن ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . قال ابن جريج : مسوّمة لا تشاكل حجارة الأرض . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وعكرمة : { مُسَوَّمَةً } قالا : مطوّقة بها نضح من حمرة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { مُسَوَّمَةً } علـيها سيـما معلومة حدّث بعض من رآها أنها حجارة مطوّقة علـيها ، أو بها نضح من حمرة لـيست كحجارتكم . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع ، فـي قوله : { مُسَوَّمَةً } قال : علـيها سيـما خطوط . حدثنـي موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { مُسَوَّمَةً } قال : الـمسوّمة : الـمختـمة . وأما قوله : { وَما هِيَ مِنَ الظَّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ } فإنه يقول تعالـى ذكره متهدّداً مشركي قريش : وما هذه الـحجارة التـي أمطرتها علـى قوم لوط من مشركي قومك يا مـحمد ببعيد أن يـمطروها إن لـم يتوبوا من شِركهم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنا أبو عتاب الدلال سهل بن حماد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا أبـان بن تغلب ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { وَما هِيَ مِنَ الظَّالِـمِينَ ببَعِيدٍ } قال : أن يصيبهم ما أصاب القوم . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وَما هِيَ مِنَ الظَّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ } قال : يرهب بها من يشاء . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { وَما هِيَ مِنَ الظَّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ } يقول : ما أجار الله منها ظالـما بعد قوم لوط . حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وعكرمة : { وَما هِيَ مِنَ الظَّالِـمِينَ بِبِعِيدٍ } يقول : لـم يبرأ منها ظالـم بعدهم . حدثنا علـيّ بن سهل ، قال : ثنا ضَمْرة بن ربـيعة ، عن ابن شَوْذَب ، عن قتادة ، فـي قوله : { وَما هِيَ مِنَ الظَّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ } قال : يعنـي ظالـمي هذه الأمة ، قال : والله ما أجار منها ظالـماً بعد . حدثنا موسى بن هارون ، قال : ثنا حماد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { وَما هِيَ مِنَ الظَّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ } يقول : من ظَلَـمة العرب إن لـم يتوبوا فـيعذّبوا بها . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي بكر الهذلـيّ بن عبد الله ، قال يقول : { وَما هِيَ مِنَ الظَّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ } من ظلـمة أمتك ببعيد ، فلا يأمنها منهم ظالـم . وكان قَلْبُ الـملائكةِ عالـي أرض سدوم سافلها ، كما : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، قال : ثنا الأعمش ، عن مـجاهد ، قال : أخذ جبرئيـل علـيه السلام قوم لوط من سَرْحهم ودورهم ، حملهم بـمواشيهم وأمتعتهم حتـى سمع أهل السماء نُبـاح كلابهم ثم أكفأهم . حدثنا به أبو كريب مرّة أخرى عن مـجاهد ، قال : أدخـل جبرئيـل جناحه تـحت الأرض السفلـى من قوم لوط ، ثم أخذهم بـالـجناح الأيـمن ، فأخذهم من سرحهم ومواشيهم ثم رفعها . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، كان يقول : { فَلَـمَّا جاءَ أمْرُنا جَعَلْنا عالِـيَهَا سافِلَها } قال : لـما أصبحوا غدا جبرئيـل علـى قريتهم ، ففتقها من أركانها ، ثم أدخـل جناحه ، ثم حملها علـى خوافـي جناحه . قال : ثنا شبل ، قال : فحدثنـي هذا ابنُ أبـي نـجيح ، عن إبراهيـم بن أبـي بكر قال : ولـم يسمعه ابن أبـي نـجيح عن مـجاهد ، قال : فحملها علـى خوافـي جناحه بـما فـيها ، ثم صعد بها إلـى السماء حتـى سمع أهل السماء نبـاح كلابهم ثم قلبها ، فكان أوّل ما سقط منها شرفها ، فذلك قول الله : { جَعَلْنا عالِـيَها سافِلَها وأمْطَرْنا عَلَـيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيـلٍ } قال مـجاهد : فلـم يصب قوماً ما أصابهم إن الله طمس علـى أعينهم ، ثم قلب قريتهم ، وأمطر علـيهم حجارة من سِجيِّـل . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : بلغنا أن جبرئيـل علـيه السلام أخذ بعُروة القرية الوسطى ، ثم ألوى بها إلـى السماء ، حتـى سمع أهل السماء ضَواغي كلابهم ، ثم دمَّر بعضها علـى بعض فجعل عالـيها سافلها ثم أتبعهم الـحجارة . قال قتادة : وبلغنا أنهم كانوا أربعة آلاف ألف . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : ذُكِر لنا أن جبرئيـل علـيه السلام أخذ بعروتها الوسطى ، ثم ألوى بها إلـى جوّ السماء حتـى سمعت الـملائكة ضواغي كلابهم ، ثم دمر بعضها علـى بعض ثم أتبع شُذَّان القوم صخرا ، قال : وهي ثلاث قرى يقال لها سَدُوم ، وهي بـين الـمدينة والشام . قال : وذُكر لنا أنه كان فـيها أربعة آلاف ألف . وذُكر لنا أن إبراهيـم علـيه السلام كان يُشْرِف يقول : سدوم يوم مَّا لك حدثنـي موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : لـما أصبحوا يعنـي قوم لوط نزل جبرئيـل ، فـاقتلع الأرض من سبع أرضين ، فحملها حتـى بلغ السماء الدنـيا حتـى سمع أهل السماء نبـاح كلابهم وأصواب ديوكهم ، ثم قلبها فقتلهم فذلك حين يقول : { والـمُؤْتَفِكَةَ أهْوَى } الـمنقلبة حين أهوى بها جبرئيـل الأرض فـاقتلعها بجناحه ، فمن لـم يـمت حين أسقط الأرض أمطر الله علـيه وهو تـحت الأرض الـحجارة ، ومن كان منهم شاذّاً فـي الأرض وهو قول الله : { فجَعَلْنا عالِـيَها سافِلَها وأمْطَرْنا عَلَـيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيـلٍ } ثم تتَبعَهم فـي القرى ، فكان الرجل يأتـيه الـحجر فـيقتله ، وذلك قول الله تعالـى : { وأمْطَرْنا عَلَـيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيـلٍ } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي بكر وأبو سفـيان ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : بلغنا أن جبرئيـل علـيه السلام لـما أصبح نشر جناحه ، فـانتسف به أرضهم بـما فـيها من قصورها ودوابها وحجارتها وشجرها وجميع ما فـيها ، فضمها فـي جناحه ، فحواها وطواها فـي جوف جناحه ، ثم صعد بها إلـى السماء الدنـيا ، حتـى سمع سكان السماء أصوات الناس والكلاب ، وكانوا أربعة آلاف ألف ، ثم قلبها فأرسلها إلـى الأرض منكوسة ، دمدم بعضَها علـى بعض ، فجعل عالـيها سافلها ، ثم أتبعها حجارة من سجيـل . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، قال : ثنـي ابن إسحاق ، قال : ثنـي مـحمد بن كعب القُرَظي ، قال : حُدثت أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم قال : " بَعَثَ الله جبرئيـل علـيه السلام إلـى الـمُؤْتَفِكة قَرْيَةِ لُوطٍ علـيه السلام التـي كان لُوطٌ فـيها ، فـاحْتَـمَلَها بجَنَاحِهِ ، ثم صَعِدَ بها حتـى إنَّ أهْلَ السَّماء الدُّنْـيا لَـيَسْمَعُونَ نُبَـاحَ كِلابها وأصْوَاتَ دَجَاجِهَا ، ثم كَفَأَهَا علـى وَجْهِها ، ثم أتْبَعَها اللَّهُ بـالـحِجَارَةِ ، يقول الله : جَعَلْنا عالِـيَها سافِلَها وأمْطَرْنا عَلَـيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيـلٍ فأهْلَكَها الله وما حَوْلَها مِنَ الـمُؤْتَفِكَاتِ ، وكُنَّ خَمْسَ قَرْيَاتٍ : صنعة ، وصعوة ، وعثرة ، ودوماً ، وسدوم وسدوم هي القرية العظمى ، ونـجَّى الله لوطاً ومَنْ معه من أهله ، إلا امْرَأَته كانَتْ فِـيـمَنَ هَلك " .