Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 3-3)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي جلّ ثناؤه بقوله : { الَّذِينَ يَسْتَـحِبُّونَ الـحَياةَ الدُّنْـيا علـى الآخرَةِ } الذين يختارون الـحياة الدنـيا ومتاعها ومعاصيَ الله فـيها علـى طاعة الله وما يقربهم إلـى رضاه من الأعمال النافعة فـي الآخرة . { وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ } يقول : ويـمنعون من أراد الإيـمان بـالله واتبـاع رسوله علـى ما جاء به من عند الله من الإيـمان به واتبـاعه . { وَيَبْغُونَها عِوَجاً } يقول : ويـلتـمسون سبـيـل الله ، وهي دينه الذي ابتعث به رسوله . عوجاً : تـحريفـاً وتبديلاً بـالكذب والزور . « والعِوَج » بكسر العين وفتـح الواو فـي الدين والأرض وكلّ ما لـم يكن قائماً ، فأما فـي كل ما كان قائماً كالـحائط والرمـح والسنّ فإنه يقال بفتـح العين والواو جميعاً « عَوَج » يقول الله عزّ ذكره : { أُولَئِكَ فِـي ضَلالٍ بَعِيدٍ } يعنـي : هؤلاء الكافرين الذي يستـحبون الـحياة الدنـيا علـى الآخرة ، يقول : هم فـي ذهاب عن الـحقّ بعيد ، وأخذ علـى غير هدى ، وجَوْر عن قصد السبـيـل . وقد اختلف أهل العربـية فـي وجه دخول « علـى » فـي قوله : { علـى الآخِرَةِ } فكان بعض نـحويـيّ البصرة يقول : أوصل الفَعَل بـ « علـى » ، كما قـيـل : ضربوه فـي السيف ، يريد بـالسيف ، وذلك أن هذه الـحروف يوصل بها كلها وتـحذف ، نـحو قول العرب : نزلت زيداً ، ومررت زيداً ، يريدون : مررت به ، ونزلت علـيه . وقال بعضهم : إنـما أدخـل ذلك ، لأن الفعل يؤدّي عن معناه من الأفعال ، ففـي قوله : { يَسْتَـحبُّونَ الـحَياةَ الدُّنـيْا علـى الآخِرَةِ } ولذلك أدخـلت « علـى » . وقد بـيِّنت هذا ونظائره فـي غير موضع من الكتاب بـما أغنى عن الإعادة .