Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 4-4)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وما أرسلنا إلـى أمة من الأمـم يا مـحمد من قبلك ومن قبل قومك رسولاً إلا بلسان الأمة التـي أرسلناه إلـيها ولغتهم ، { ليُبَيِّنَ لهم } يقول : لـيفهمهم ما أرسله الله به إلـيهم من أمره ونهيه ، لـيثبت حجة الله علـيهم ، ثم التوفـيق والـخذلان بـيد الله ، فـيخذل عن قبول ما أتاه به رسوله من عنده من شاء منهم ، ويوفِّق لقبوله من شاء ولذلك رفع « فـيُضلُّ » ، لأنه أريد به الابتداء لا العطف علـى ما قبله ، كما قـيـل : { لنُبَـيِّنَ لَكُمْ ونُقِرُّ فـي الأرْحَامِ ما نَشاءُ } وهو العزيز الذي لا يـمتنع مـما أراده من ضلال أو هداية من أراد ذلك به ، والـحكيـم فـي توفـيقه للإيـمان من وفقه له وهدايته له من هداه إلـيه ، وفـي إضلاله من أضلّ عنه ، وفـي غير ذلك من تدبـيره . وبنحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَما أرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إلاَّ بِلِسان قَوْمِهِ } : أي بلغة قومه ما كانت ، قال الله عزّ وجلّ : { لـيُبَـيِّنَ لَهُمْ } الذي أرسل إلـيهم لـيتـخذ بذلك الـحجة ، قال الله عزّ وجلّ : { فَـيُضِلّ اللّهُ مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الـحَكِيـمُ } .