Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 59-59)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : يتوارى هذا الـمبشِّر بولادة الأنثى من الولد له من القوم ، فـيغيب عن أبصارهم { مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ } يعنـي : من مساءته إياه مـميلاً بـين أن يـمسكه علـى هُون : أي علـى هوان ، وكذلك ذلك لغة قريش فـيـما ذكر لـي ، يقولون للهوان : الهُون ومنه قول الـحطيئة : @ فلَّـما خَشِيتُ الهُونَ والعَيْرُ مُـمْسِكٌ علـى رَغْمِهِ ما أثبتَ الـحبلَ حافِرُهْ @@ وبعض بني تميم جعل الهُونَ مصدراً للشيء الهين . ذكر الكسائي أنه سمعهم يقولون : إن كنت لقلـيـل هون الـمؤنة منذ الـيوم قال : وسمعت : الهوان فـي مثل هذا الـمعنى ، سمعت منهم قائلاً يقول لبعير له : ما به بأس غير هوانه ، يعنـي خفـيف الثمن ، فإذا قالوا : هو يـمشي علـى هَوْنه ، لـم يقولوه إلا بفتـح الهاء ، كما قال تعالـى : { وَعبـادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَـمْشُونَ علـى الأرْضِ هَوْناً } { أمْ يَدسُّهُ فِـي التُّرَابِ } يقول : يدفنه حيًّا فـي التراب فـيئده . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج : { أيُـمْسكُهُ علـى هُونٍ أمْ يَدُسُّهُ فـي التُّرَابِ } يئد ابنته . وقوله : { ألا ساءَ ما يَحْكُمُونَ } يقول : ألا ساء الـحكم الذي يحكم هؤلاء الـمشركون وذلك أن جعلوا لله ما لا يرضون لأنفسهم ، وجعلوا لـما لا ينفعهم ولا يضرّهم شركاً فـيـما رزقهم الله ، وعبدوا من خـلقهم وأنعم علـيهم .