Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 3-3)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : سبحان الذي أسرى بعبده لـيلاً من الـمسجد الـحرام إلـى الـمسجد الأقصى ، وآتـينا موسى الكتاب هدى لبنـي إسرائيـل ذريَّة من حملنا مع نوح . وعنى بـالذرية : جميع من احتـجّ علـيه جلّ ثناؤه بهذا القرآن من أجناس الأمـم ، عربهم وعجمهم من بنـي إسرائيـل وغيرهم ، وذلك أنّ كلّ من علـى الأرض من بنـي آدم ، فهم من ذرية من حمله الله مع نوح فـي السفـينة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ذُرّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ } والناس كلهم ذرّية من أنـجى الله فـي تلك السفـينة وذُكر لنا أنه ما نـجا فـيها يومئذٍ غير نوح وثلاثة بنـين له ، وامرأته وثلاث نسوة ، وهم : سام ، وحام ، ويافث فأما سام : فأبو العرب وأما حام : فأبو الـحبش وأما يافث : فأبو الروم . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { ذَرّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ } قال : بنوه ثلاثة ونساؤهم ، ونوح وامرأته . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، قال : قال مـجاهد : بنوه ونساؤهم ونوح ، ولـم تكن امرأته . وقد بـيَّنا هذا فـي غير هذا الـموضع فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته . وقوله : { إنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً } يعنـي بقوله تعالـى ذكره : « إنه » إن نوحاً ، والهاء من ذكر نوح ، كان عبداً شكوراً لله علـى نعمه . وقد اختلف أهل التأويـل فـي السبب الذي سماه الله من أجله شكورا ، فقال بعضهم : سماه الله بذلك لأنه كان يحمد الله علـى طعامه إذا طعمه . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا يحيى وعبد الرحمن بن مهدي ، قالا : ثنا سفـيان ، عن التـيـمي ، عن أبـي عثمان ، عن سلـمان ، قال : كان نوح إذا لبس ثوبـاً أو أكل طعاماً حمد الله ، فسمِّي عبداً شكوراً . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى وعبد الرحمن ، قالا : ثنا سفـيان ، عن أبـي حصين ، عن عبد الله بن سنان ، عن سعيد بن مسعود بـمثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو بكر ، عن أبـي حصين ، عن عبد الله بن سنان ، عن سعيد بن مسعود قال : ما لبس نوح جديداً قطّ ، ولا أكل طعاماً قطّ إلا حمد الله فلذلك قال الله : عَبْداً شَكُوراً . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا الـمعتـمر بن سلـيـمان ، قال : ثنـي سفـيان الثوري ، قال : ثنـي أيوب ، عن أبـي عثمان النهدي ، عن سلـمان ، قال : إنـما سمى نوح عبداً شكوراً أنه كان إذا لبس ثوبـاً حمد الله ، وإذا أكل طعاماً حمد الله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد { ذُرّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ } من بنـي إسرائيـل وغيرهم { إنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً } قال : إنه لـم يجدّد ثوبـاً قطّ إلا حمد الله ، ولـم يبل ثوبـاً قطّ إلا حمد الله ، وإذا شرب شربة حمد الله ، قال : الـحمد لله الذي سقانـيها علـى شهوة ولذّة وصحة ، ولـيس فـي تفسيرها ، وإذا شرب شربة قال هذا ، ولكن بلغنـي ذا . حدثنـي القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو فضالة ، عن النضر بن شفـي ، عن عمران بن سلـيـم ، قال : إنـما سمّى نوح عبداً شكوراً أنه كان إذا أكل الطعام قال : الـحمد لله الذي أطعمنـي ، ولو شاء أجاعنـي وإذا شرب قال : الـحمد لله الذي سقانـي ، ولو شاء أظمأنـي وإذا لبس ثوبـا قال : الـحمد لله الذي كسانـي ، ولو شاء أعرانـي وإذا لبس نعلاً قال : الـحمد لله الذي حذانـي ، ولو شاء أحفـانـي وإذا قضى حاجة قال : الـحمد لله الذي أخرج عنـي أذاه ، ولو شاء حبسه . وقال آخرون فـي ذلك بـما . حدثنـي به يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثنـي عبد الـجبـار بن عمر أن ابن أبـي مريـم حدّثه ، قال : إنـما سمى الله نوحاً عبداً شكوراً ، أنه كان إذا خرج البراز منه قال : الـحمد لله الذي سوّغنـيك طيبـاً ، وأخرج عنـي أذاك ، وأبقـى منفعتك . وقال آخرون فـي ذلك بـما : حدثنا به بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال الله لنوح { إنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً } ذكر لنا أنه لـم يستـجد ثوبـاً قطّ إلا حمد الله ، وكان يأمر إذا استـجدّ الرجل ثوبـاً أن يقول : الـحمد لله الذي كسانـي ما أتـجمَّل به ، وأواري به عورتـي . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { إنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً } قال : كان إذا لبس ثوبـاً قال : الـحمد لله ، وإذا أخـلقه قال : الـحمد لله .