Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 5-6)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول : وإنـي خفت بنـي عمي وعصبتـي من ورائي . يقول : من بعدي أن يرثونـي ، وقـيـل : عنى بقوله { مِنْ وَرَائي } من قدّامي ومن بـين يديّ وقد بـيَّنت جواز ذلك فـيـما مضى قبل . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وإنّـي خِفْتُ الـمَوَالِـيَ مِنْ وَرَائي } يعنـي بـالـموالـي : الكَلالة الأولـياء أن يرثوه ، فوهب الله له يحيى . حدثنا يحيى بن داود الواسطي ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن إسماعيـل ، عن أبـي صالـح فـي قوله : { وإنّـي خِفْتُ الـمَوَالِـيَ مِنْ وَرَائي } قال : العصبة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيـل ، عن أبـي صالـح فـي قوله { وإنّـي خِفْتُ الـمَوَالِـيَ مِنْ وَرَائي } قال : خاف موالـيَ الكلالة . حدثنا مـجاهد بن موسى ، قال : ثنا يزيد ، قال : أخبرنا إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن أبـي صالـح بنـحوه . حدثنـي يعقوب ، قال : ثنا هشيـم ، قال : أخبرنا إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن أبـي صالـح { وإنّـي خِفْتُ الـمَوَالِـيَ مِنْ وَرَائي } قال : يعنـي الكلالة . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد فـي قول الله : { خِفْتُ الـمَوَالِـيَ مِنْ وَرَائي } قال : العَصَبة . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، قوله : { وإنّـي خِفْتُ الـمَوَالِـيَ مِنْ وَرَائي } قال : العصبة . حدثنـي موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { وإنّـي خِفْتُ الـمَوَالِـيَ مِنْ وَرَائي } والـموالـي : هنّ العصبة ، والـموالـي : جمع مولـى ، والـمولـى والولـيّ فـي كلام العرب واحد . وقرأت قراء الأمصار : { وإنّـي خِفْتُ الـمَوَالِـيَ } بـمعنى : الـخوف الذي هو خلاف الأمن . وروي عن عثمان بن عفـان أنه قرأه : « وإنّـي خَفَّتِ الـمَوَالـيَ » بتشديد الفـاء وفتـح الـخاء من الـخفة ، كأنه وجه تأويـل الكلام : وإنـي ذهبت عصبتـي ومن يرثنـي من بنـي أعمامي . وإذا قرىء ذلك كذلك كانت الـياء من الـموالـي مسكنة غير متـحركة ، لأنها تكون فـي موضع رفع بخفَّتْ . وقوله : { وكانَتِ امْرأتـي عاقِراً } يقول : وكانت زوجتـي لا تلد ، يقال منه : رجل عاقر ، وامرأة عاقر بلفظ واحد ، كما قال الشاعر : @ لَبِئْسَ الفَتـى أنْ كُنْتُ أعْوَرَ عاقِراً جَبـاناً فَمَا عُذْرِي لَدَى كُلّ مَـحْضَرِ @@ وقوله : { فَهَبْ لـي مِنْ لَدُنْكَ وَلِـيًّا } يقول : فـارزقنـي من عندك ولداً وارثاً ومعيناً . وقوله : { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } يقول : يرثنـي من بعد وفـاتـي مالـي ، ويرث من آل يعقوب النبوّة ، وذلك أن زكريا كان من ولد يعقوب . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيـل ، عن أبـي صالـح ، قوله { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } يقول : يرث مالـي ، ويرث من آل يعقوب النبوّة . حدثنا مـجاهد ، قال : ثنا يزيد ، قال : أخبرنا إسماعيـل ، عن أبـي صالـح فـي قوله { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } قال : يرث مالـي ، ويرث من آل يعقوب النبوّة . حدثنـي يعقوب ، قال : ثنا هشيـم ، قال : أخبرنا إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن أبـي صالـح ، فـي قوله { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } قال : يرثنـي مالـي ، ويرث من آل يعقوب النبوّة . حدثنـي يعقوب ، قال : ثنا هشيـم ، قال : أخبرنا إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن أبـي صالـح ، فـي قوله { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } قال : يكون نبـيا كما كانت أبـاؤه أنبـياء . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } قال : وكان وارثته علـما ، وكان زكريا من ذرّية يعقوب . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، قال : كان وارثته علـماً ، وكان زكريا من ذرية يعقوب . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن الـحسن ، فـي قوله : { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } قال : نبوّته وعلـمه . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن مبـارك ، عن الـحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رَحِمَ اللَّهُ أخِي زَكَرِيّا ، ما كانَ عَلَـيْهِ مِنْ وَرَثَةِ مالِهِ حِينَ يَقُولُ فَهَبْ لـي مِنْ لَدُنْكَ وَلِـيًّا ، يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ " حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } قال : كان الـحسن يقول : يرث نبوّته وعلـمه . قال قتادة : ذُكر لنا أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية ، وأتـى علـى { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } قال : " رحم الله زكريا ما كان علـيه من ورثته " حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : " يَرْحَمُ اللَّهُ زَكَرِيَّا وَما كانَ عَلَـيْهِ مِنْ وَرَثَتِهِ ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطا إنْ كانَ لَـيَأْوِي إلـى رُكْنٍ شَدِيدٍ " حدثنـي موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { فَهَبْ لـي مِنْ لَدُنْكَ وَلِـيًّا يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } قال : يرث نبوّتـي ونبوّة آل يعقوب . واختلف القرّاء فـي قراءة قوله : { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } فقرأت ذلك عامَّة قرّاء الـمدينة ومكة وجماعة من أهل الكوفة : { يَرِثُنِـي وَيَرِثُ } برفع الـحرفـين كلـيهما ، بـمعنى : فهب لي الذي يرثنـي ويرث من آل يعقوب ، علـى أن يرثنـي ويرث من آل يعقوب ، من صلة الولـيّ . وقرأ ذلك جماعة من قرّاء أهل الكوفة والبصرة : « يَرِثْنِـي ويَرِثْ » بجزم الـحرفـين علـى الـجزاء والشرط ، بـمعنى : فهب لـي من لدنك ولـيا فإنه يرثنـي إذا وهبته لـي . وقال الذين قرأوا ذلك كذلك : إنـما حسُن ذلك فـي هذا الـموضع ، لأن يرثنـي من آية غير التـي قبلها . قالوا : وإنـما يحسُن أن يكون مثل هذا صلة ، إذا كان غير منقطع عما هو له صلة ، كقوله : { رِدْءاً يُصَدِّقُنِـي } قال أبو جعفر : وأولـى القراءتـين عندي فـي ذلك بـالصواب قراءة من قرأه برفع الـحرفـين علـى الصلة للولـيّ ، لأنّ الولـيّ نكرة ، وأن زكريا إنـما سأل ربه أن يهب له ولـيا يكون بهذه الصفة ، كما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا أنه سأله ولـيا ، ثم أخبر أنه إذا وهب له ذلك كانت هذه صفته ، لأن ذلك لو كان كذلك ، كان ذلك من زكريا دخولاً فـي علـم الغيب الذي قد حجبه الله عن خـلقه . وقوله : { وَاجْعَلْهُ رَبّ رَضِيًّا } يقول : واجعل يا ربّ الولـيّ الذي تهبه لـي مرضيا ترضاه أنت ويرضاه عبـادك ديناً وخُـلُقاً وخَـلْقاً . والرضي : فعيـل صرف من مفعول إلـيه .