Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 76-76)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ويزيد الله من سلك قصد الـمـحجة ، واهتدى لسبـيـل الرشد ، فآمن بربه ، وصدّق بآياته ، فعمل بـما أمره به ، وانتهى عما نهاه عنه هدى بـما يتـجدّد له من الإيـمان بـالفرائض التـي يفرضها علـيه . ويقرّ بلزوم فرضها إياه ، ويعمل بها ، فذلك زيادة من الله فـي اهتدائه بآياته هدى علـى هداه ، وذلك نظير قوله : { وإذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إيـماناً فأمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إيـمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } وقد كان بعضهم يتأوّل ذلك : ويزيد الله الذين اهتدوا هُدىً بناسخ القرآن ومنسوخه ، فـيؤمن بـالناسخ ، كما آمن من قبل بـالـمنسوخ ، فذلك زيادة هدىً من الله له علـى هُداه من قبل { وَالبـاقِـياتُ الصّالـحات خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابـاً } يقول تعالـى ذكره : والأعمال التـي أمر الله بها عبـاده ورضيها منهم . البـاقـيات لهم غير الفـانـيات الصالـحات ، خير عند ربك جزاء لأهلها { وَخَيْرٌ مَرَدًّا } علـيهم من مقامات هؤلاء الـمشركين بـالله ، وأنديتهم التـي يفتـخرون بها علـى أهل الإيـمان فـي الدنـيا . وقد بـيَّنا معنى البـاقـيات الصالـحات ، وذكرنا اختلاف الـمختلفـين فـي ذلك ، ودللنا علـى الصواب من القول فـيه فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا عمر بن راشد ، عن يحيى بن أبـي كثـير عن أبـي سلـمة بن عبد الرحمن بن عوف ، قال : جلس النبـيّ صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فأخذ عوداً يابساً ، فحطّ ورقه ثم قال : " إنَّ قَوْلَ لا إلهَ إلاَّ اللّهُ ، وَاللّهُ أكْبَرُ ، والـحَمْدُ لِلّهِ وَسُبْحانَ اللّهِ ، تَـحطُّ الـخَطايا ، كمَا تَـحُطُّ وَرَقَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الرّيحُ ، خُذْهُنَّ يا أبـا الدَّرْدَاءِ قَبْلَ أنْ يُحالَ بَـيْنَكَ وَبَـيْنَهُنَّ ، هُنَّ البـاقِـياتُ الصَّالِـحاتُ ، وَهُنَّ مِنْ كُنُوزِ الـجَنَّةِ " ، قال أبو سلـمة : فكان أبو الدرداء إذا ذكر هذا الـحديث قال : لأهللنّ الله ، ولأكبرنّ الله ، ولأسبحنّ الله ، حتـى إذا رآنـي الـجاهل حسب أنـي مـجنون .