Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 24-30)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره لنبـيه موسى صلوات الله علـيه : { اذْهَبْ } يا موسى { إلـى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } يقول : إنه تـجاوز قدره ، وتـمرّد علـى ربه وقد بـيَّنا معنى الطغيان بـما مضى بـما أغنى عن إعادته ، فـي هذا الـموضع وفـي الكلام مـحذوف استغنـي بفهم السامع بـما ذكر منه ، وهو قوله : { اذْهَبْ إلـى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } فـادعه إلـى توحيد الله وطاعته ، وإرسال بنـي إسرائيـل معك { قالَ رَبّ اشْرَحْ لـي صَدْرِي } يقول : ربّ اشرح لـي صدري ، لأعي عنك ما تودعه من وحيك ، وأجترىء به علـى خطاب فرعون { وَيَسِّرْ لـي أمْرِي } يقول : وسهل علـيّ القـيام بـما تكلفنـي من الرسالة ، وتـحملنـي من الطاعة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قول الله : { رَبّ اشْرَحْ لـي صَدْرِي } قال : جرأة لـي . وقوله : { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِـي } يقول : وأطلق لسانـي بـالـمنطق ، وكانت فـيه فـيـما ذكر عُجمة عن الكلام الذي كان من إلقائه الـجمرة إلـى فـيه يوم همّ فرعون بقتله . ذكر الرواية بذلك عمن قاله : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن سعيد بن جبـير ، فـي قوله : { عُقْدَةً مِنْ لِسانِـي } قال : عجمة لـجمرة نار أدخـلها فـي فـيه عن أمر امرأة فرعون ، تردّ به عنه عقوبة فرعون ، حين أخذ موسى بلـحيته وهو لا يعقل ، فقال : هذا عدوّ لـي ، فقالت له : إنه لا يعقل . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِـي } لـجمرة نار أدخـلها فـي فـيه عن أمر امرأة فرعون ، تدرأ به عنه عقوبة فرعون ، حين أخذ موسى بلـحيته وهو لا يعقل ، فقال : هذا عدوّ لـي ، فقالت له : إنه لا يعقل ، هذا قول سعيد بن جبـير . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جرَيج ، عن مـجاهد ، قوله : { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِـي } قال : عجمة الـجمرة نار أدخـلها فـي فـيه ، عن أمر امرأة فرعون تردّ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ بلـحيته . حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : لـما تـحرّك الغلام ، يعنـي موسى ، أورته أمه آسية صبـيا ، فبـينـما هي ترقصه وتلعب به ، إذ ناولته فرعون ، وقالت : خذه فلـما أخذه إلـيه أخذ موسى بلـحيته فنتفها ، فقال فرعون : علـيّ بـالذبـاحين ، قالت آسية : { لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَداً } إنـما هو صبـيّ لا يعقل ، وإنـما صنع هذا من صبـاه ، وقد علـمتَ أنه لـيس فـي أهل مصر أحلـى منى أنا أضع له حلـياً من الـياقوت ، وأضع له جمراً ، فإن أخذ الـياقوت فهو يعقل فـاذبحه ، وإن أخذ الـجمر فإنـما هو صبـيّ فأخرجت له ياقوتها ووضعت له طستا من جمر ، فجاء جبرائيـل صلى الله عليه وسلم ، فطرح فـي يده جمرة ، فطرحها موسى فـي فـيه ، فأحرقت لسانه ، فهو الذي يقول الله عزّ وجلّ { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِـي يَفْقَهُوا قَوْلـي } ، فتوالت عن موسى من أجل ذلك . وقوله : { يَفْقَهُوا قَوْلـي } يقول : يفقهوا عنـي ما أخاطبهم وأراجعهم به من الكلام { وَاجْعَلْ لـي وَزِيراً مِنْ أهْلِـي } يقول : واجعل لـي عوناً من أهل بـيتـي { هارُون أخِي } . وفـي نصب هارون وجهان : أحدهما أن يكون هارون منصوبـا بقوله اجعل ويكون الوزير إذا نصب على هذا الوجه فعلا لهرون والآخر أن يكون هرون منصوباً علـى الترجمة عن الوزير . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : قال ابن عبـاس : كان هارون أكبر من موسى .