Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 67-69)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعنـي تعالـى ذكره بقوله : فأوجس فـي نفسه خوفـا موسى فوجده . وقوله : { قُلْنا لا تَـخَفْ إنَّكَ أنْتَ الأعْلَـى } يقول تعالـى ذكره : قلنا لـموسى إذ أوجس فـي نفسه خيفة : { لا تَـخَفْ إنَّكَ أنْتَ الأَعْلَـى } علـى هؤلاء السحرة ، وعلـى فرعون وجنده ، والقاهر لهم { وألْقِ ما فِـي يَـمينِكَ تَلْقَـفْ ما صَنَعُوا } يقول : وألق عصاك تبتلع حبـالهم وعصيهم التـي سحروها حتـى خيـل إلـيك أنها تسعى . وقوله : { إنَّـمَا صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ } اختلفت القرّاء فـي قراءة قوله ، فقرأته عامة قرّاء الـمدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة { إنَّـمَا صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ } برفع كيد وبـالألف فـي ساحر بـمعنى : إن الذي صنعه هؤلاء السحرة كيد من ساحر . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : « إنَّـمَا صَنَعُوا كَيْدُ سِحْرٍ » برفع الكيد وبغير الألف فـي السحر بـمعنى إن الذي صنعوه كيد سحر . والقول فـي ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا الـمعنى ، وذلك أن الكيد هو الـمكر والـخدعة ، فـالساحر مكره وخدعته من سحر يسحر ، ومكر السحر وخدعته : تـخيـله إلـى الـمسحور ، علـى خلاف ما هو به فـي حقـيقته ، فـالساحر كائد بـالسحر ، والسحر كائد بـالتـخيـيـل ، فإلـى أيهما أضفت الكيد فهو صواب . وقد ذُكر عن بعضهم أنه قرأ : « كَيْدَ سِحْرٍ » بنصب كيد . ومن قرأ ذلك كذلك ، جعل إنـما حرفـاً واحداً وأعمل صنعوا فـي كيد . قال أبو جعفر : وهذه قراءة لا أستـجيز القراءة بها لإجماع الـحجة من القرّاء علـى خلافها . وقوله : { وَلا يُفْلِـحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أتَـى } يقول : ولا يظفر الساحر بسحره بـما طلب أين كان . وقد ذُكر عن بعضهم أنه كان يقول : معنى ذلك : أن الساحر يُقتل حيث وُجد . وذكر بعض نـحويـي البصرة ، أن ذلك فـي حرف ابن مسعود : « وَلا يُفْلِـحُ السَّاحِرُ أيْنَ أَتَـى » وقال : العرب تقول : جئتك من حيث لا تعلـم ، ومن أين لا تعلـم . وقال غيره من أهل العربـية الأول : جزاء يقتل الساحر حيث أتـى وأين أتـى وقال : وما قول العرب : جئتك من حيث لا تعلـم ، ومن أين لا تعلـم ، فإنـما هو جواب لـم يفهم ، فـاستفهم كما قالوا : أين الـماء والعشب .