Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 26-26)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك فقال بعضهم : معناه : الـخبـيثات من القول للـخبثـيـين من الرجال ، والـخبـيثون من الرجال للـخبـيثات من القول ، والطيبـات من القول للطيبـين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبـات من القول . ذكر من قال ذلك : حدثني مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { الـخَبِـيثاتُ للـخَبـيثِـينِ والـخَبِـيثُونَ للْـخَبِـيثاتِ } يقول : الـخبـيثات من القول للـخبـيثـين من الرجال ، والـخبـيثون من الرجال للـخبـيثات من القول . وقوله : { والطَّيِّبـاتُ للطَّيِّبِـينَ } يقول : الطيبـات من القول للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من القول . نزلت فـي الذين قالوا فـي زوجة النبـيّ صلى الله عليه وسلم ما قالوا من البهتان . ويقال : الـخبـيثات للـخبـيثـين : الأعمال الـخبـيثة تكون للـخبـيثـين ، والطيبـات من الأعمال تكون للطيبـين . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن عثمان بن الأسود ، عن مـجاهد : الـخبـيثات من الكلام للـخبـيثـين من الناس ، والطيبـات من الكلام للطيبـين من الناس . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى عن ابن أبـي نـجيح ، فـي قول الله : { الـخَبِـيثاتُ للْـخَبِـيثِـينَ والـخَبِيثُونَ للْخَبِيثاتِ والطَّيِّبـاتُ للطَّيِّبِينَ والطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ } قال : الطيبات : القول الطيب يخرج من الكافر والـمؤمن فهو للمؤمن والـخبـيثات : القول الخبيث يخرج من الـمؤمن والكافر فهو للكافر . { أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِـمَّا يَقُولُونَ } وذلك أنه برأ كليهما مما ليس بحقّ من الكلام . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { الـخَبِـيثاتُ للْـخَبِـيثِـينَ والـخَبِـيثُونَ للْـخَبِـيثاتِ والطَّيِّبـاتُ لِلطَّيِّبـينَ والطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبـاتِ } يقول : الـخبـيثات والطيبـات : القول السيء والـحسن للـمؤمنـين الـحسن وللكافرين السيء . أُولَئِكَ مُبَرءُونَ مِـمَّا يَقُولُونَ وذلك بأنه ما قال الكافرون من كلـمة طيبه فهي للـمؤمنـين ، وما قال الـمؤمنون من كلـمة خبـيثة فهي للكافرين ، كلّ برىء مـما لـيس بحقّ من الكلام . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { الـخَبِـيثاتُ للْـخَبِـيثِـينَ } قال : الـخبـيثات من الكلام للـخبـيثـين من الناس ، والـخبـيثون من الناس للـخبـيثات من الكلام . حدثنا الـحسن قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر عن ابن أبـي نـجيح عن مـجاهد ، مثله . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { الـخَبِـيثاتُ للْـخَبِـيثـينَ … } الآية ، يقول : الـخبـيثات من القول للـخبـيثـين من الرجال ، والـخبـيثون من الرجال للـخبـيثات من القول ، والطيبـات من القول للطيبـين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبـات من القول . فهذا فـي الكلام ، وهم الذين قالوا لعائشة ما قالوا ، هم الـخبـيثون . والطيبون هم الـمبرّءون مـما قال الـخبـيثون . حدثنا أبو زرعة ، قال ثنا أبو نعيـم ، قال : ثنا سلـمة ، يعنـي ابن نبـيط الأشجعيّ ، عن الضحاك : { الـخَبِـيثاتُ للْـخَبِـيثِـين } قال : الـخبـيثات من الكلام للـخبـيثـين من الناس ، والطيبـات من الكلام للطيبـين من الناس . قال : ثنا قبـيصة ، قال : ثنا سفـيان ، عن ابن أبـي نـجيح وعثمان بن الأسود ، عن مـجاهد : { الـخَبِـيثاتُ للْـخَبِـيثِـينَ والـخَبِـيثُونَ للْـخَبـيثاتِ والطَّيِّبـاتُ للطَّيِّبِـينَ والطَّيِّبُونَ للطَّيِّبـاتِ } قال : الـخبـيثات من الكلام للـخبـيثـين من الناس والـخبـيثون من الناس للـخبـيثات من القول ، والطيبـات من القول للطيبـين من الناس والطيبون من الناس للطيبـات من القول . قال : ثنا عن خصيف ، عن سعيد بن جبـير ، قال : { الـخَبِـيثَاتُ للْـخَبِـيثِـينَ والـخَبِـيثُونَ للْـخَبِـيثاتِ والطَّيِّبَـاتُ للطَّيِّبِـينَ والطَّيِّبُونَ للطَّيِّبَـاتِ } قال : الـخبـيثات من القول للـخبـيثـين من الناس ، والـخبـيثون من الناس للـخبـيثات من القول ، والطيبـات من القول للطيبـين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبـات من القول . قال : ثنـي مـحمد بن بكر بن مقدم ، قال : أخبرنا يحيى بن سعيد ، عن عبد الـملك ، يعنـي ابن أبـي سلـيـمان ، عن القاسم بن أبـي بَزّة ، عن سعيد بن جبـير ، عن مـجاهد : والـخَبِـيثُونَ للْـخَبِـيثاتِ قال : الـخبـيثات من القول للـخبـيثـين من الناس . قال : ثنا عبـاس بن الولـيد النِّرسيّ ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة : { الـخبِـيثاتُ للْـخَبـيثِـينَ والـخَبِـيثُونَ للْـخَبِـيثاتِ والطَّيِّبـاتُ للطَّيِّبِـينَ والطَّيِّبُونَ للطَّيِّبـاتِ } يقول : الـخبـيثات من القول والعمل للـخبـيثـين من الناس ، والـخبـيثون من الناس للـخبـيثات من القول والعمل . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن طلـحة بن عمرو ، عن عطاء ، قال : الطيبـات للطيبـين ، والطيبون للطيبـات ، قال : الطيبـات من القول للطيبـين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبـات من القول ، والـخبـيثات من القول للـخبـيثـين من الناس ، والـخبـيثون من الناس للـخبـيثات من القول . وقال آخرون : بل معنى ذلك : الـخبـيثات من النساء للـخبـيثـين من الرجال ، والـخبـيثون من الرجال للـخبـيثات من النساء . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله : { الـخَبِـيثاتُ للْـخَبِـيثِـينَ والـخَبِـيثُونَ للْـخَبِـيثاتِ والطَّيِّبـاتُ للطَّيِّبِـينَ والطَّيِّبُونَ للطَّيِّبَـاتِ } قال : نزلت فـي عائشة حين رماها الـمنافق بـالبهتان والفِرْية ، فبرأها الله من ذلك . وكان عبد الله بن أُبـي هو خبـيث ، وكان هو أولـى بأن تكون له الـخبـيثة ويكونَ لها . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبـاً ، وكان أولـى أن تكون له الطيبة . وكانت عائشة الطيبة ، وكانَ أولـى أن يكون لها الطيب . { أُولَئكَ مُبَرَّءُون مِـمَّا يَقُولُونَ } قال : هاهنا بُرّئت عائشة . { لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ورِزْقٌ كَرِيـمٌ } . وأولـى هذه الأقوال فـي تأويـل الآية قول من قال : عَنَى بـالـخبـيثات : الـخبـيثات من القول وذلك قبـيحه وسيئه للـخبـيثـين من الرجال والنساء ، والـخبـيثون من الناس للـخبـيثات من القول هم بها أولـى ، لأنهم أهلها . والطيبـات من القول وذلك حسنه وجميـله للطيبـين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبـات من القول لأنهم أهلها وأحقّ بها . وإنـما قلنا هذا القول أولـى بتأويـل الآية ، لأن الآيات قبل ذلك إنـما جاءت بتوبـيخ الله للقائلـين فـي عائشة الإفك ، والرامين الـمـحصنات الغافلات الـمؤمنات ، وإخبـارهم ما خَصَّهم به علـى إفكهم ، فكان ختـم الـخبر عن أولـى الفريقـين بـالإفك من الرامي والـمرمي به أشبه من الـخبر عن غيرهم . وقوله : { أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ } يقول : الطيبون من الناس مبرّءون من خبـيثات القول ، إن قالوها فإن الله يصفح لهم عنها ويغفرها لهم ، وإن قـيـلت فـيهم ضرّت قائلها ولـم تضرّهم ، كما لو قال الطيب من القول الـخبـيث من الناس لـم ينفعه الله به لأن الله لا يتقبَّله ، ولو قـيـلت له لضرّته لأنه يـلـحقه عارها فـي الدنـيا وذلها فـي الآخرة . كما : حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِـمَّا يَقُولُونَ } فمن كان طيبـاً فهو مبرأ من كل قول خبـيث ، يقول : يغفره الله ومن كان خبـيثا فهو مبرأ من كل قول صالـح ، فإنه يردّه الله علـيه لا يقبله منه . وقد قـيـل : عُنِـي بقوله : { أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِـمَّا يَقُولُونَ } عائشة وصفوان بن الـمعطَّل الذي رُمِيت به . فعلـى هذا القول قـيـل « أولئك » فجمع ، والـمراد « ذانك » ، كما قـيـل : فإن كان له إخوة ، والـمراد أخوان . وقوله : { لَهُمْ مَغْفِرَةٌ } يقول لهؤلاء الطيبـين من الناس مغفرة من الله لذنوبهم ، والـخبـيث من القول إن كان منهم . { وَرِزْقٌ كَرِيـمٌ } يقول : ولهم أيضاً مع الـمغفرة عطية من الله كريـمة ، وذلك الـجنة ، وما أُعِدّ لهم فـيها من الكرامة . كما : حدثنا أبو زرْعة ، قال : ثنا العبـاس بن الولـيد النّرسيّ ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة : { لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيـمٌ } مغفرة لذنوبهم ورزق كريـم فـي الـجنة .