Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 27-27)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويـل فـي ذلك ، فقال بعضهم : تأويـله يا أيها الذين آمنوا لا تدخـلوا بـيوتاً غير بـيوتكم حتـى تستأذنوا . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا هشيـم ، عن أبـي بشر ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس ، أنه كان يقرأ : « لا تَدْخُـلُوا بُـيُوتاً غيرَ بُـيُوتِكُمْ حتـى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلِّـمُوا عَلـى أهْلِها » قال : وإنـما « تستأنسوا » وَهَمٌ من الكتاب . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبـي بشر ، عن سعيد بن جُبـير ، عن ابن عبـاس فـي هذه الآية : { لا تَدْخُـلُوا بُـيُوتاً غيرَ بُـيُوتِكُمْ حتـى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّـمُوا علـى أهْلِها } وقال : إنـما هي خَطَأ من الكاتب : « حتـى تستأذنوا وتسلـموا » . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن أبـي بشر ، عن سعيد بن جُبـير ، بـمثله ، غير أنه قال : إنـما هي حتـى تستأذنوا ، ولكنها سقط من الكاتب . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عطية ، قال : ثنا معاذ بن سلـيـمان ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد ، عن ابن عبـاس : { حتـى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّـمُوا عَلـى أهْلِها } قال : أخطأ الكاتب . وكان ابن عبـاس يقرأ : « حتـى تَسْتأْذِنُوا وَتُسَلِّـمُوا » وكان يقرؤها علـى قراءة أُبـيّ بن كعب . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عامر ، قال : ثنا سفـيان ، عن الأعمش أنه كان يقرؤها : « حتـى تَسْتأذِنوا وتُسَلِّـمُوا » قال سفـيان : وبلغنـي أن ابن عبـاس كان يقرؤها : « حتـى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلِّـمُوا » وقال : إنها خَطَأ من الكاتب . حدثنا مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُـلُوا بُـيُوتا غيرَ بُـيُوتِكُمْ حتـى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّـمُوا علـى أهْلِها } قال : الاستئناس : الاستئذان . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي هشيـم ، قال : أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيـم ، قال : فـي مصحف ابن مسعود : « حتـى تُسَلِّـموا عَلـى أهْلِها وَتَسْتَأذِنُوا » . قال : ثنا هشيـم ، قال : أخبرنا جعفر بن إياس ، عن سعيد ، عن ابن عبـاس أنه كان يقرؤها : « يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُـلُوا بُـيُوتاً غيرَ بُـيُوتِكُمْ حتـى تُسَلِّـمُوا عَلـى أهْلِها وَتَسْتأذِنُوا » قال : وإنـما تستأنسوا وَهم من الكُتَّاب . قال : ثنا هشيـم ، قال مغيرة ، قال مـجاهد : جاء ابن عمر من حاجة وقد آذاه الرَّمْضاء ، فأتـى فُسطاط امرأة من قريش ، فقال : السلام علـيكم ، أدخـل ؟ فقالت : ادخـل بسلام فأعاد ، فأعادت ، وهو يراوح بـين قدميه ، قال : قولـي ادْخـل قالت : ادخـل فدخـل . قال : ثنا هشيـم ، قال : أخبرنا منصور ، عن ابن سيرين ، وأخبرنا يونس بن عبـيد ، عن عمرو بن سعيد الثقـفـيّ : أنّ رجلاً استأذن على النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : أَلِـج أو أَنَلِـج ؟ فقال النبـيّ صلى الله عليه وسلم لأمة له يقال لها رَوْضة : " قومي إلـى هَذَا فَكَلِّـمِيهِ ، فإنَّهُ لا يُحْسِنُ يسأذن ، فَقُولـي لَهْ يَقُولُ : السَّلامُ عَلَـيْكُمْ ، أدْخُـل ؟ " فسمعها الرجل ، فقالها ، فقال : « أُدْخُـلْ » . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : قال ابن عبـاس ، قوله : { حتـى تَسْتأْنِسوا } قال : الاستئذان ، ثم نُسخ واستثنـي : { لَـيْسَ عَلَـيْكُمْ جُناحٌ أنْ تَدْخُـلُوا بُـيُوتا غيرَ مَسْكُونَةٍ } حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا أبو حمزة ، عن الـمغيرة ، عن إبراهيـم ، قوله : { لا تَدْخُـلُوا بُـيُوتا غيرَ بُـيُوتِكُمْ } قال : حتـى تسلِّـموا علـى أهلها وتستأذنوا . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة : { حتـى تَسْتَأْنِسُوا } قال : حتـى تستأذنوا وتسلِّـموا . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا هشيـم ، قال : أخبرنا أشعث بن سوار ، عن كردوس ، عن ابن مسعود ، قال : علـيكم أن تستأذنوا علـى أمهاتكم وأَخَواتكم . قال أشعث عن عديّ بن ثابت : أن امرأة من الأنصار ، قالت : يا رسول الله ، إنـي أكون فـي منزلـي علـى الـحال التـي لا أحبّ أن يرانـي أحد علـيها والد ولا ولد ، وإنه لا يزال يدخـل علـيّ رجل من أهلـي وأنا علـى تلك الـحال ؟ قال : فنزلت : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُـلُوا بُـيُوتاً غيرَ بُـيُوتِكُمْ حتـى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّـمُوا علـى أهْلِها } … الآية . وقال آخرون : معنى ذلك : حتـى تُؤْنِسوا أهل البـيت بـالتنـحنـح والتنـخم وما أشبهه ، حتـى يعلـموا أنكم تريدون الدخول علـيهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن مـحمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبـي بزة ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { لا تَدْخُـلُوا بُـيُوتا غيرَ بُـيُوتِكُمْ حتـى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّـمُوا عَلـى أهْلِها } قال : حتـى تتنـحنـحوا وتتنـخموا . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله : { حتـى تَسْتَأْنسُوا } قال : حتـى تجسسوا وتسلـموا . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، قوله : { حتـى تَسْتَأْنِسُوا } قال : تَنَـحْنـحوا وتَنَـخَّموا . قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : سمعت عطاء بن أبـي ربـاح يخبر عن ابن عبـاس ، قال : ثلاث آيات قد جحدهنّ الناس ، قال الله : { إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أتْقاكُمْ } قال : ويقولون : إن أكرمهم عند الله أعظمهم شأناً . قال : والإذن كله قد جحده الناس فقلت له : أستأذن علـى أَخَواتـي أيتامٍ فـي حِجري معي فـي بـيت واحد ؟ قال : نعم ، فرددت علـى من حضرنـي ، فأبى ، قال : أتـحبّ أن تراها عريانة ؟ قلت : لا . قال : فاستأذِن فراجعته أيضاً ، قال : أتـحبّ أن تطيع الله ؟ قلت : نعم ، قال : فـاستأذِن فقال لـي سعيد بن جُبـير : إنك لَتُرَدِّد علـيه قلت : أردت أن يرخص لـي . قال ابن جُرَيج : وأخبرنـي ابن طاوس ، عن أبـيه ، قال : ما من امرأة أكره إلـيّ أن أرى كأنه يقول عريتها أو عريانة من ذات مـحرم . قال : وكان يشدّد فـي ذلك . قال ابن جُرَيج ، وقال عطاء بن أبـي ربـاح : وإذا بلغ الأطفـال منكم الـحلـم فلـيستأذنوا ، فواجب علـى الناس أجمعين إذا احتلـموا أن يستأذنوا علـى من كان من الناس . قلت لعطاء : أواجب علـى الرجل أن يستأذن علـى أمه ومَنْ وراءَها من ذات قرابته ؟ قال : نعم . قلت : أَبِرٌّ وَجَب ؟ قال قوله : { وَإذَا بَلَغَ الأطْفـالُ مِنْكُمُ الـحُلُـمَ فَلْـيَسْتأْذِنُوا } قال ابن جُرَيج : وأخبرنـي ابن زياد : أن صفوان مولـى لبنـي زُهْرة ، أخبره عن عطاء بن يسار : أن رجلاً قال للنبـيّ صلى الله عليه وسلم : أَسْتأذِنُ علـى أمي ؟ قال : « نَعَمْ » . قال : إنها لـيس لها خادم غيري ، أفأستأذن علـيها كلـما دخـلت ؟ قال : " أتُـحبُّ أنْ تَراها عُرْيانَةً ؟ " قال الرجل : لا . قال : « فـاسْتأْذِنْ عَلَـيْها » . قال ابن جُرَيج عن الزهريّ ، قال : سمعت هزيـل بن شُرَحبـيـل الأَوْدِيّ الأعمى ، أنه سمع ابن مسعود يقول : علـيكم الإذن علـى أمهاتكم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : قلت لعطاء : أيستأذن الرجل علـى امرأته ؟ قال : لا . حدثنا الـحسين ، قال : ثنا مـحمد بن حازم ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن يحيى بن الـجزّار ، عن ابن أخي زينب امرأة ابن مسعود ، عن زينب قالت : كان عبد الله إذا جاء من حاجة فـانتهى إلـى البـاب ، تنـحنـح وبَزَق ، كراهة أن يَهْجُم منا علـى أمر يكرهه . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قول الله : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُـلُوا بُـيُوتا غيرَ بُـيُوتِكُمْ حتـى تَسْتأْنِسُوا } قال : الاستئناس : التنـحنـح والتـجرّس ، حتـى يعرفوا أن قد جاءهم أحد . قال : والتـجرّس : كلامه وتنـحنـحه . والصواب من القول فـي ذلك عندي أن يقال : إن الاستئناس : الاستفعال من الأنس ، وهو أن يستأذن أهل البـيت فـي الدخول علـيهم ، مخبراً بذلك من فـيه ، وهل فـيه أحد ؟ ولـيؤذنهم أنه داخـل علـيهم ، فلـيأنس إلـى إذنهم له فـي ذلك ، ويأنسوا إلـى استئذانه إياهم . وقد حُكِي عن العرب سماعاً : اذهب فـاستأنس ، هل ترى أحداً فـي الدار ؟ بـمعنى : انظر هل ترى فـيها أحداً ؟ فتأويـل الكلام إذن ، إذا كان ذلك معناه : يا أيها الذين آمنوا لا تدخـلوا بـيوتاً غير بـيوتكم حتـى تسلـموا وتستأذنوا ، وذلك أن يقول أحدكم : السلام علـيكم ، أدخـل ؟ وهو من الـمقدم الذي معناه التأخير ، إنـما هو : حتـى تسلـموا وتستأذنوا ، كما ذكرنا من الرواية عن ابن عبـاس . وقوله : { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ } يقول : استئناسكم وتسلـيـمكم علـى أهل البـيت الذي تريدون دخوله ، فإن دخولكموه خير لكم لأنكم لا تدرون أنكم إذا دخـلتـموه بغير إذن ، علـى ماذا تهجُمون ؟ علـى ما يسوءكم أو يسرّكم ؟ وأنتـم إذا دخـلتـم بإذن ، لـم تدخـلوا علـى ما تكرهون ، وأدّيتـم بذلك أيضا حقّ الله علـيكم فـي الاستئذان والسلام . وقوله : { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } يقول : لتتذكروا بفعلكم ذلك أوامر الله علـيكم ، واللازم لكم من طاعته ، فتطيعوه .