Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 16-17)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره مخبراً عن ندم موسى علـى ما كان من قتله النفس التـي قتلها ، وتوبته إلـيه منه ومسألته غفرانه من ذلك { رَبّ إنّـي ظَلَـمْتُ نَفْسِي } بقتل النفس التـي لـم تأمرنـي بقتلها ، فـاعف عن ذنبـي ذلك ، واستره علـيّ ، ولا تؤاخذنـي به فتعاقبنـي علـيه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، فـي قوله : { رَبِّ إنّـي ظَلَـمْتُ نَفْسِي } قال : بقتلـي من أجل أنه لا ينبغي لنبـيّ أن يقتل حتـى يؤمر ، ولـم يُؤمر . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قال : عرف الـمخرج ، فقال : { ظَلَـمْتُ نَفْسِي فـاغْفِرْ لـي ، فَغَفَرَ لَهُ } . وقوله : { فَغَفَرَ لَهُ } يقول تعالـى ذكره : فعفـا الله لـموسى عن ذنبه ولـم يعاقبه به { إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيـمُ } يقول : إن الله هو الساتر علـى الـمنـيبـين إلـيه من ذنوبهم علـى ذنوبهم ، الـمتفضل علـيهم بـالعفو عنها ، الرحيـم للناس أن يعاقبهم علـى ذنوبهم بعد ما تابوا منها . وقوله : { قالَ رَبّ بِـمَا أنْعَمْتَ عَلـيَّ } يقول تعالـى ذكره : قال موسى ربّ بـانعامك علـيّ بعفوك عن قتل هذه النفس { فَلَنْ أكُونَ ظَهِيراً للْـمُـجْرِمِينَ } يعنـي الـمشركين ، كأنه أقسم بذلك ، وقد ذكر أن ذلك فـي قراءة عبد الله : « فَلا تَـجْعَلْنِـي ظَهِيراً للْـمُـجْرِمِينَ » كأنه علـى هذه القراءة دعا ربه ، فقال : اللهمّ لن أكون ظهيراً ولـم يستثن علـيه السلام حين قال { فَلَنْ أكُونَ ظَهِيراً للْـمُـجْرِمِينَ } فـابتلـي . وكان قَتادة يقول فـي ذلك ما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { فَلَنْ أكُونَ ظَهِيراً للْـمُـجْرِمِينَ } يقول : فلن أعين بعدها ظالِـما علـى فُجره ، قال : وقلـما قالها رجل إلا ابتُلـي ، قال : فـابتلـي كما تسمعون .