Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 18-18)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : فأصبح موسى فـي مدينة فرعون خائفـاً من جنايته التـي جناها ، وقتله النفس التـي قتلها أن يُؤخذ فـيقتل بها { يَتَرقَّبُ } يقول : يترقب الأخبـار : أي ينتظر ما الذي يتـحدّث به الناس ، مـما هم صانعون فـي أمره وأمر قتـيـله . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي العبـاس بن الولـيد ، قال : أخبرنا يزيد ، قال : أخبرنا الأصبغ بن زيد ، قال : ثنا القاسم عن أبـي أيوب ، قال : ثنا سعيد بن جُبَـير ، عن ابن عبـاس { فأصْبَحَ فِـي الـمَدِينَةِ خائِفـاً يَتَرَقَّبُ } قال : خائفـا من قتله النفس ، يترقب أن يؤخذ . حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السدّي : { فأصْبَح فـي الـمَدِينَةِ خائِفـا يَتَرَقَّبُ } قال : خاتفـاً أن يُؤخذ . وقوله : { فإذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بـالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } يقول تعالـى ذكره : فرأى موسى لـما دخـل الـمدينة علـى خوف مترقبـاً الأخبـار عن أمره وأمر القتـيـل ، فإذا الإسرائيـلـي الذي استنصره بـالأمس علـى الفرعونـيّ يقاتله فرعونـيّ آخر ، فرآه الإسرائيـلـي فـاستصرخه علـى الفرعونـيّ . يقول : فـاستغاثه أيضاً علـى الفرعونـيّ ، وأصله من الصُّراخ ، كما يقال : قال بنو فلان : يا صبـاحاه ، قال له موسى : { إنَّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ } يقول جَلّ ثناؤه : قال موسى للإسرائيـلـي الذي استصرخه ، وقد صادف موسى نادماً علـى ما سلف منه من قتله بـالأمس القتـيـل ، وهو يستصرخه الـيوم علـى آخر : إنك أيها الـمستصرخ لغويّ : يقول : إنك لذو غواية ، مبـين : يقول : قد تبـيَّنت غوايتك بقتلك أمس رجلاً ، والـيوم آخر . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي العبـاس ، قال : أخبرنا يزيد ، قال : أخبرنا أصبغ بن زيد ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثنا سعيد بن جُبَـير ، عن ابن عبـاس ، قال : أتِـي فرعون ، فقـيـل له : إن بنـي إسرائيـل قد قتلوا رجلاً من آل فرعون ، فخذ لنا بحقنا ولا ترخص لهم فـي ذلك ، قال : ابغونـي قاتله ومن يشهد علـيه ، لا يستقـيـم أن نقضي بغير بـينة ولا ثَبَتَ فـاطَّلبوا ذلك ، فبـينـما هم يطوفون لا يجدون شيئاً ، إذ مرّ موسى من الغد ، فرأى ذلك الإسرائيـلـي يقاتل فرعونـيا ، فـاستغاثه الإسرائيـلـي علـى الفرعونـيّ ، فصادف موسى وقد ندم علـى ما كان منه بـالأمس ، وكره الذي رأى ، فغضب موسى ، فمدّ يده وهو يريد أن يبطش بـالفرعونـيّ ، فقال للإسرائيـلـي لِـما فعل بـالأمس والـيوم { إنَّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ } ، فنظر الإسرائيـلـي إلـى موسى بعد ما قال هذا ، فإذا هو غضبـان كغضبه بـالأمس إذ قتل فـيه الفرعونـيّ ، فخاف أن يكون بعد ما قال له : { إنَّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ } إياه أراد ، ولـم يكن أراده ، إنـما أراد الفرعونـيّ ، فخاف الإسرائيـلـي فحاجه ، فقال { يا مُوسَى أَتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْساً بـالأَمْسِ ؟ إنّ تُرِيدُ إلا أنْ تكُونَ جَبَّـاراً فِـي الأرْضِ } وإنـما قال ذلك مخافة أن يكون إياه أراد موسى لـيقتله ، فتتاركا . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد عن قَتادة : { فإذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بـالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } قال : الاستنصار والاستصراخ واحد . حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { فإذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بـالأمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } يقول : يستغيثه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : لـما قتل موسى القتـيـل ، خرج فلـحق بـمنزله من مصر ، وتـحدّث الناس بشأنه ، وقـيـل : قتل موسى رجلاً حتـى انتهى ذلك إلـى فرعون ، فأصبح موسى غادياً الغَدَ ، وإذا صاحبه بـالأمس معانق رجلاً آخر من عدوّه ، فقال له موسى : { إنَّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ } أمس رجلاً ، والـيوم آخر ؟ . حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا حفص ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جُبَـير والشَّيْبـانـي ، عن عكرِمة ، قال : الذي استنصره : هو الذي استصرخه .