Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 4-4)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : إن فرعون تـجبر فـي أرض مصر وتكبر ، وعلا أهلها وقهرهم ، حتـى أقرّوا له بـالعبودة . كما : حدثنا مـحمد بن هارون ، قال : ثنا عمرو بن حماد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فـي الأرْضِ } يقول : تـجبر فـي الأرض . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِـي الأرْضِ } أي بغى فـي الأرض . وقوله : { وَجَعَلَ أهْلَها شِيَعاً } يعنـي بـالشيع : الفِرَق ، يقول : وجعل أهلَها فِرقا متفرّقـين . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { وَجَعَلَ أهْلَها شِيَعاً } : أي فرقا يذبح طائفة منهم ، ويستـحيـي طائفة ، ويعذّب طائفة ، ويستعبد طائفة . قال الله عزّ وجلّ : { يُذَبِّحُ أبْناءَهُمْ ، وَيَسْتَـحْيِـي نِساءَهُمْ ، إنَّهُ كانَ مِنَ الـمُفْسِدِينَ } . حدثنـي موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : كان من شأن فرعون أنه رأى رؤيا فـي منامه ، أن ناراً أقبلت من بـيت الـمقدس حتـى اشتـملت علـى بـيوت مصر ، فأحرقت القبط ، وتركت بنـي إسرائيـل ، وأحرقت بـيوت مصر ، فدعا السحرة والكهنة والقافة والـحازة ، فسألهم عن رؤياه ، فقالوا له : يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيـل منه ، يعنون بـيت الـمقدس ، رجل يكون علـى وجهه هلاك مصر ، فأمر ببنـي إسرائيـل أو لا يولد لهم غلام إلاَّ ذبحوه ، ولا تولد لهم جارية إلاَّ تركت ، وقال للقبط : انظروا مـملوكيكم الذين يعملون خارجاً ، فأدخـلوهم ، واجعلوا بنـي إسرائيـل يـلون تلك الأعمال القذرة ، فجعل بنـي إسرائيـل فـي أعمال غلـمانهم ، وأدخـلوا غلـمانهم ، فذلك حين يقول : { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِـي الأرْضِ وَجَعَلَ أهْلَها شِيَعاً } يعنـي بنـي إسرائيـل حين جعلهم فـي الأعمال القذرة . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { وَجَعَلَ أهْلَها شِيَعاً } قال : فرّق بـينهم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد : { وَجَعَلَ أهْلَها شِيَعاً } قال : فِرَقاً . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : وَجَعَلَ أهْلَها شِيَعاً قال : الشيع : الفِرَق . وقوله : { يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ } ذكر أن استضعافه إياها كان استعبـاده . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي أبو سفـيان ، عن معمر ، عن قَتادة : يستعبد طائفة منهم ، ويذبح طائفة ، ويقتل طائفة ، ويستـحيـي طائفة . وقوله : { إنَّهُ كانَ مِنَ الـمُفْسِدِينَ } يقول : إنه كان مـمن يفسد فـي الأرض بقتله من لا يستـحقّ منه القتل ، واستعبـاده من لـيس له استعبـاده وتـجبره فـي الأرض علـى أهلها ، وتكبره علـى عبـادة ربه .