Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 5-6)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَنُرِيدُ } عطف علـى قوله { يَسْتَضْعفُ طائِفَة مِنْهُمْ } ومعنى الكلام : أن فرعون علا فـي الأرض وجعل أهلها من بنـي إسرائيـل فِرَقاً يستضعِف طائفة منهم { وَ } نَـحْنُ { نُرِيدُ أنْ نَـمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ } استضعفهم فرعون من بنـي إسرائيل { وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً } . وبنـحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { وَنُرِيدُ أنْ نَـمُنَّ عَلـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِـي الأرْضِ } قال : بنو إسرائيـل . قوله : { ونَـجْعَلَهُمْ أئمَّةً } أي ولاة وملوكاً . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { ونَـجْعَلَهُمْ أئمَّةً } أي ولاة الأمر : وقوله : { ونَـجْعَلَهُمُ الوَارِثـينَ } يقول : ونـجعلهم ورّاث آل فرعون يرثون الأرض من بلد مهلكهم . وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { ونَـجْعَلَهُمُ الوَارِثِـينَ } : أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي أبو سفـيان ، عن معمر ، عن قتادة { ونَـجْعَلَهُمُ الوارِثِـينَ } يقول : يرثون الأرض بعد فرعون . وقوله : { ونُـمَكِّنَ لَهُمْ فِـي الأرْضِ } يقول : ونوطيء لهم فـي أرض الشام ومصر . { وَنُرِيَ فرْعَوْنَ وهامانَ وَجُنُودَهُمَا } كانوا قد أخبروا أن هلاكهم علـى يد رجل من بنـي إسرائيـل ، فكانوا من ذلك علـى وجل منهم ، ولذلك كان فرعون يذبح أبناءهم ، ويستـحيـي نساءهم ، فأرى الله فرعون وهامان وجنودهما من بنـي إسرائيـل علـى يد موسى بن عمران نبـيه ما كانوا يحذرونه منهم من هلاكهم وخراب منازلهم ودورهم . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { ونُـمَكِّنَ لَهُمْ فِـي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ } شيئاً ما حذّر القوم ، قال : وذُكر لنا أن حازياً حزا لعدوّ الله فرعون ، فقال : يولد فـي هذا العام غلام من بنـي إسرائيـل يسلبك ملكك ، فتتبَّع أبناءهم ذلك العام ، يقتل أبناءهم ، ويستـحيـي نساءهم حذراً مـما قال له الـحازي . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو سفـيان ، عن معمر ، عن قَتادة ، قال : كان لفرعون رجل ينظر له ويخبره ، يعنـي أنه كاهن ، فقال له : إنه يولد فـي هذا العام غلام يذهب بـملككم ، فكان فرعون يذبح أبناءهم ، ويستـحيـي نساءهم حذراً ، فذلك قوله { وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجنودهما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ } . واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { وَنرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ } فقرأ ذلك عامة قرّاء الـحجاز والبصرة وبعض الكوفـيـين : { وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ } بـمعنى : ونرى نـحن بـالنون عطفـاً بذلك علـى قوله : { ونُـمَكِّنَ لَهُمْ } . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : « وَيَرَى فِرْعَوْنُ » علـى أن الفعل لفرعون ، بـمعنى : ويعاين فرعون ، بـالـياء من يرى ، ورفع فرعون وهامان والـجنود . والصواب من القول فـي ذلك أنهما قراءتان معروفتان فـي قرّاء الأمصار ، متقاربتا الـمعنى ، قد قرأ بكل واحدة منهما علـماء من القرّاء ، فبأيتهما قرأ القارىء فهو مصيب ، لأنه معلوم أن فرعون لـم يكن لـيرى من موسى ما رأى ، إلاَّ بأن يريه الله عزّ وجلّ منه ، ولـم يكن لـيريه الله تعالـى ذكره ذلك منه إلاَّ رآه .