Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 77-77)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره ، مخبراً عن قـيـل قوم قارون له : لا تبغ يا قارون علـى قومك ، بكثرة مالك ، والتـمس فـيـما آتاك الله من الأموال خيرات الآخرة ، بـالعمل فـيها بطاعة الله فـي الدنـيا . وقوله : { وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } يقول : ولا تترك نصيبك وحظك من الدنـيا ، أن تأخذ فـيها بنصيبك من الآخرة ، فتعمل فـيه بـما ينـجيك غداً من عقاب الله . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا ، وأحْسِنْ كمَا أحْسَنَ اللّهُ إلَـيْكَ } يقول : لا تترك أن تعمل لله فـي الدنـيا . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، عن سفـيان ، عن الأعمش ، عن ابن عبـاس { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال : أن تعمل فـيها لآخرتك . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا قرة بن خالد ، عن عون بن عبد الله { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال : إن قوما يضعونها علـى غير موضعها . ولا تنس نصيبك من الدنـيا : تعمل فـيها بطاعة الله . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الـمبـارك ، عن معمر ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال : العمل بطاعته . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يحيى بن يـمان ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، قال : تعمل فـي دنـياك لآخرتك . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال : العمل فـيها بطاعة الله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن عيسى الـجُرَشِيّ ، عن مـجاهد { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال : أن تعمل فـي دنـياك لآخرتك . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو سفـيان ، عن معمر ، عن مـجاهد ، قال : العمل بطاعة الله : نصيبه من الدنـيا ، الذي يُثاب علـيه فـي الآخرة . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال : لا تنس أن تقدّم من دنـياك لآخرتك ، فإِنـما تـجد فـي آخرتك ما قدّمت فـي الدنـيا ، فـيـما رزقك الله . وقال آخرون : بل معنى ذلك : لا تترك أن تطلب فـيها حَظَّك من الرزق . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } : قال الـحسن : ما أحلّ الله لك منها ، فإن لك فـيه غِنًى وكفـاية . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا مـحمد بن حميد الـمَعْمَريّ ، عن مَعْمر ، عن قَتادة : { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال : طَلَب الـحَلال . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا حفص ، عن أشعث ، عن الـحسن { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } : قال : قدِّم الفضل ، وأمسك ما يبلغك . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : الـحلال فـيها . وقوله : { وأحْسِنْ كمَا أحْسَنَ اللّهُ إلَـيْكَ } يقول : وأحسن فـي الدنـيا إنفـاق مالك الذي آتاكه الله ، فـي وجوهه وسبُله ، كما أحسن الله إلـيك ، فوسع علـيك منه ، وبسط لك فـيها . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وأحْسِنْ كمَا أحْسَنَ اللّهُ إلَـيْكَ } قال : أحسن فـيـما رزقك الله { وَلا تَبْغِ الفَسادَ فِـي الأرْضِ } يقول : ولا تلتـمس ما حرّم الله علـيك من البغي علـى قومك { إنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الـمُفْسِدِينَ } يقول : إن الله لا يحبّ بُغاة البغي والـمعاصي .